لو قلنا الحقيقة لشعبنا في الجنوب العربي ووضعناه امام حقائق الامور السياسية والاجتماعية ومعطيات الحالة التي يعيشها الوضع العام في المنطقة كيف ستكون ردود الافعال لو قلنا لهذا الشعب ان القضية الجنوبية لازالت بعيدة عن الحلول ولا هناك شفق يلوح في الافق او مؤشر يعطينا حقيقة او بصيص من امل نحو الحلول ماذا نتوقع من جواب من هذا الشعب الجنوبي الصبور الغيور الصامد في وجه المحن والأزمات السياسية والعسكرية والأمنية الطاحنة والمهانة والعذاب التي تصب عليه يوميا نار جحيمها من الطبيعي جدا ان تكون ردوده قاسية وهستيرية وقد تكون ثورة عارمة تقتلع وتزلزل اركان رؤوس الفساد والإفساد على ارض الجنوب العربي الحر وتقشع غشاوة الكذب والدجل والتدليس السياسي لقياداته الفاشلة التي تكيل بمكيالين منذ خمسون عاما دون اعلان الحقائق بحجمها الحقيقي لأبناء شعبها من الذين جعلوا من القضية الجنوبية مصادر ارتزاق دون مراعاة لظروف شعبهم ووطنهم ودولتهم المخطوفة منذ 25 عاما برغم انها ليست مخطوفة ولكن هم الذين خطفوها وسلموها للخاطفين من القوى التقليدية في الشمال قبليا وطائفيا ودينيا وهذه حقيقة يدركها ويعرفها الشعب في الجنوب . وحتى لا نذهب الى مكاشفة للماضي اليوم هناك متغيرات وفرص ثمينة تستحق الاهتمام والمتابعة برزت على الساحة الجنوبية على المستوى السياسي والعسكري والأمني وكشفت كثير من الامور الهامة وأهمها الغزو العسكري للحوثي وقوات المخلوع عفاش الاخير المصادف 2015 ما جعل دول التحالف العربي اتخاذ قرار التدخل السريع والى جانب شباب المقاومة في عدن ولحج والضالع وأبين ومناطق في شبوه من مواجهة العدوان الذي طرد شر طردة الى ما وراء الحدود الجنوبية وتلك القيادة الجنوبية لا حس لها ولا صوت وكأنها فص ملح وذاب بينما هنا كان الشعب يأمل فيها بأن يكون لها دور في هذه المعركة المصيرية التي حققت كثير من الانتصارات في الجنوب وهي الفرصة الثمينة والغالية لوضع العالم امام مسئولياته الانسانية والقضية الجنوبية ذات الرصيد السياسي الكبير الذي صداه وصل الى كواليس ومكاتب كل الدول ومنظمة الاممالمتحدة ومجلس الامن والتعاطف الكبير من قبل المنظمات الجماهيرية الحقوقية والدولية الذي تحقق خلال فترات النضال السلمي . وأثناء معركة التحرير ولا قائد جنوبي كلف نفسه وخرج عن صمته وأصدر بيان او تصريح يخدم شعب الجنوب او اعلن لشعبه حقائق ما يدور في كواليس دول التحالف او دهاليز الاممالمتحدة ومجلس الامن او ما هي حقيقة هذا التدخل وما نصيب الجنوب منه اوفيه لكن كل ما يتردد من تكهنات فردية وتسريبات من جهات عدة ولا ظهور لحقيقة تتعلق بقضية الجنوب الرئيسة في هذا الصراع عدا اصوات الاعلام من القنوات الفضائية التابعة لدول لتحالف والشرعية التي تنقل سير المعارك بالطريقة الفنية المفبركة بينما شباب مقاومة الجنوب هبوا وفق مشروع واضح وصريح من اجل استعادة دولة الجنوب كاملة السيادة والحقوق المشروعة وكانوا على يقين بأن القيادة الجنوبية سوف تلتقط هذا لكنهم فضلوا البقاء خلف اجنداتهم السياسية التي تخدم مصالحهم في غربتهم المستديمة ومنتظرين الظروف كعادتهم لركوب الموجه بحسب التوجيهات من محاورهم ليتحركوا وفق المشاريع الجديدة التي تفرزها الحالة والأوضاع والمستجدات على الارض . للأسف قيادة تسير بالريموت كنترول متكيفة مع ما تمليه عليها الظروف والتوجيهات وبحسب الحاجه هذا الذي توفر لدى شعب الجنوب من واقع مرير لكن هذا لم يقف حاجزا يحول دون اتخاذ ماهو مناسب لا صلاح المسارات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية وأصبحت الحقائق مكشوفة وكل الاوراق على ظهر الطاولة ظاهرة وواضحة واللعب والضحك على الذقون لن يدوم وهنا على القيادات الجنوبية ان يدركوا جيدا ان عودتكم الى الجنوب تحتاج الى مراجعة قبل اتخاذ القرار لا أنه لا ارضية او حاضنة لكم في الجنوب وهذه حقيقة وحتى لا نكذب على بعض هذه هي حقيقة الامور .