تقرير مفصل يقدمه القسم السياسي بصحيفة "عدن الغد" ويستعرض فيه أهم المخاطر التي تواجه حياة المحافظ . - انجاز ملف دمج المقاومة احد أهم العوامل التي يجب حسمها - لايمكن لأي محافظ ان ينجح في ظل غياب عمل مراكز الشرط - ضبط التحركات الخاصة بالمحافظ كيف ولماذا؟ ما الذي ينتظر (عيدروس الزبيدي)؟
في ال 6من ديسمبر 2015 اغتال مسلحون مجهولون بسيارة مفخخة محافظ مدينة عدن اللواء جعفر محمد سعد . جاءت عملية الاغتيال لسعد بعد أشهر من تعيينه محافظا لمدينة عدن خلفا لمحافظها السابق "نافي البكري". أعلن مابات يعرف بتنظيم داعش مسئوليته عن الهجوم الذي استهدف المحافظ . كان المحافظ يومها في طريقه لحضور فعالية مجتمعية بمديرية خور مكسر ، سمع دوي الانفجار في إنحاء متفرقة من مدينة عدن . بعد يوم من التفجير الذي استهدف المحافظ السابق أعلن الرئيس عبدربه منصور هادي عن تعيين عيدروس الزبيدي محافظا لعدن . لاقى هذا التعيين حالة من الترحيب وسط قطاع واسع من الناس ، الزبيدي الرجل القوي القادم من الضالع معقل الحراك الجنوبي وصف تعيينه بأنه إنصاف أخير للحراك الجنوبي الذي أقصي لسنوات طويلة عن السلطة في اليمن . مثلت واقعة اغتيال جعفر محمد سعد رجل المدينة البسيط اكبر صدمة يتلقاها عامة الناس خلال السنوات الماضية لكن تعيين "الزبيدي" مثل بارقة أمل بتغيير موازين القوى . كان تعيين الزبيدي حدث هام خصوصا وانه عين إلى جانبه الرجل القوي ايضا "شلال علي شائع" مديرا لإدارة الأمن في المدينة . عول كثيرون في المدينة على تحرك عاجل وسريع لضبط الأمن في المدينة لكن التركة الهائلة من الفوضى والمسلحين والجماعات المختلفة التي تركتها الحرب ربما تعرقل الكثير من التحركات للرجلين ولعدد من المسئولين في المدينة . لسنوات مضت كانت عدن مضربا لأحد ابرز المدن اليمنية التي تنعم بالأمن وبغياب أي حضور للجماعات المسلحة . ومع اندلاع احتجاجات 2011 بدت قبضة الحكومة الأمنية تتهاوى وصولا إلى الحرب الأخيرة التي دمرت وبشكل كامل كافة المرافق الأمنية . يبرز التحدي الأمني القوي في مدينة عدن اليوم هو تمكن إدارة المحافظ الجديد ومدير الأمن من تفعيل عمل الأجهزة الأمنية واستعادة سيطرة الدولة على كافة المرافق الحكومية والانتقال لاحقا لإدارة كافة مؤسسات الدولة . حينما اندلعت الحرب الأخيرة في اليمن اندفع الآلاف من الناس إلى الشوارع في مدينة عدن وبينهم الآلاف من الشباب العاطلين عن العمل . مثلت الحرب فرصة لدى قطاع كبير من المقاتلين للخروج من واقع البطالة إلى واقع متحرك ، كان الضخ الهائل للأسلحة احد ابرز ملامح الخطر الذي سيتهدد عدن لاحقا وهو ماتم ووقع اليوم. دمج المقاومة بالجيش تحدي كبير مثل وجود المئات وربما الآلاف من المسلحين الذين قاتلوا في مواجهة القوات الموالية للحوثيين وصالح التحدي الأكبر للحكومة المحلية بعدن . تعدد الفصائل المسلحة التي قاتلت الحوثيين وخضوع كلا منها لقيادي مختلف مثل التحدي الأكبر أمام السلطات لدمج عناصر هذه الفصائل المقاومة في إطار واحد . في واقع كهذا ترى أطراف كثيرة ان التحديات التي تواجه "الزبيدي" اليوم كثيرة ولكي لا تخسر عدن هذا الرجل مرة أخرى ترى الكثير من الأطراف ان الرجل بحاجة إلى إدارة الكثير من الملفات الأمنية على وجه السرعة ومن بين هذه الملفات . - الانتهاء على وجه السرعة بدمج المقاومة بالجيش الوطني والأمن أعلنت الحكومة المحلية منذ أشهر مضت بان عملية دمج المقاومة الجنوبية بالجيش الوطني هي احد ابرز التحديات التي تواجهها لكنها قالت في نفس الإطار أنها ستسعى لاستقبال المقاتلين وتأهيلهم . يمثل نجاح الحكومة في انجاز ملف دمج المقاومة بالجيش انجاز يمكن له ان ينعكس على أداء الحكومة حيث انه سيؤسس لمرحلة مابعد الفصائل المقاتلة ويخضع هذا الكم الهائل من المسلحين لإدارة موحدة . تفعيل أقسام مراكز الشرطة منذ انتهاء الحرب الأخيرة لم تتمكن السلطات من تفعيل مراكز الشرطة بعدن ومؤخرا تمكنت السلطات من تسلم مركز شرطة التواهي . لاتزال بقية مراكز الشرطة في عدن بيد مجاميع مسلحة وبعض المراكز الأمنية تخضع لسيطرة مجاميع مسلحة خارجة عن القانون . وفي المدينة التي شهدت انضباطا امنيا خلال العقود الماضية باتت بعض مراكز الشرطة موقعا يتجمع فيه البلاطجة وارباب السوابق . يمثل وجود أقسام شرطة حقيقة احد أهم العوامل التي يمكن لها ان تساهم في تفعيل العمل الأمني في المدينة . تملك مدينة عدن أكثر من 12 قسم للشرطة لكنها غالبيتها لاتعمل حتى اليوم . ارتفاع حالة التخوف يتخوف قطاع واسع من الناس من ان يتعرض المحافظ الزبيدي لمصير مشابه لما تعرض له المحافظ جعفر محمد سعد خصوصا مع فشل محاولة الاغتيال التي تعرض لها والتي استهدفت موكبه يوم الثلاثاء . تحركات المحافظ في ظل اوضاع مضطربة
يمثل بقاء المحافظ "عيدروس الزبيدي ومدير الأمن شلال علي شائع بحالة سليمة وبعيدا عن أي تهديدات أمر بالغ الأهمية لخروج مدينة عدن من النفق وحالة الاضطراب التي تعيشها عدن . لكن ورغم كل التهديدات إلا ان محافظ المدينة يصر على التحرك في ظل ظروف أمنية معقدة وبالغة الخطورة . قبل أسبوع من التفجير الذي استهدف موكبه تحدث نشطاء عن خطورة هذه التحركات ودعوا لضرورة ضبط هذه التحركات . ورغم هذه التحذيرات إلا ان المحافظ لايزال يواصل تحركاته في عموم المدينة ، يشعر المحافظ الزبيدي بدوره ان أي انحسار في حضوره الشعبي يمكن له ان يفسر على انه خضوع للكم الهائل من التهديدات التي تحاصره اليوم . لذلك فالمحافظ يواصل تحركاته ويحبس الناس بدورهم أنفاسهم في انتظار خروج مدينتهم من الوضع المضطرب الذي تعيشه اليوم