إلى محافظ أبين من وسط دياجير لودر المظلمة, ولياليها الموحشة, إليك يا من ولوك شؤوننا وتسيير حياتنا, إليك يا من تنعم بالنور ونحن في غياهب ليالينا المظلمة, تحت ضوء الشموع أكتب إليك رسالتي, وهربا من حرب البعوض ((النامس)) أتوارى تحت أغطيتي, لنبعثها إليك ممهورة بمآسي أطفالنا, وآلام شيوخنا, واوجاع دواخلنا وتعطل مصالحنا, لنضع على طاولتك سؤال مفاده, هل تعلم ما نحن فيه, أم لا تعلم ؟ فإن كنت تعلم ولم تحرك ساكن وتسعى لمساعدتنا فتلك (مصيبة), وإن لم تكن تعلم عن واقعنا وهمومنا وحياتنا شيء وأنت رجل المحافظة الأول فالمصيبة (أعظم ).. إليك يا من أنسلخت من (مديرتك) وتناسيت أهلك (وصممت) أذنيك, وعطلت حواسك, وجمدت مشاعرك, فتركتنا بمحض إرادتك لنعاقر الظلام كل هذه الأيام, وأنت لم تحرك ساكن ولم تقم بواجبك, كاننا لسنا من رعاياك, وكأن أمرنا لا يعينك أو يهمك, متناسياً أن من أسترعى رعية ولم يحطها بالنصح ولم يقم بحقوقها إلا وحرم الله عليه الجنة..
فلتسمع كلماتي هذه لتعرف أن المنطقة الوسطى بمحافظتك المكلومة التي رسمت فجر الحرية وكانت علامة (فارقة) ترزح تحت وطأة (الظلام), وهي لم يسبق وأن رزحت تحته كل هذه الفترة إلا في عهدك وولايتك وإدارتك, فأين يكمن الخلل ؟ هل فيك ؟ في من هم أعلى منك شأننا, أم في حاشيتك؟ كي تترك مديريات المنطقة الوسطى بمصالحها وأعمالها واناسها دون كهرباء, ودون أن تقدم أبسط الحلول وأقلها كي تتجاوز هذه المحنة, وهذه المعضلة الجاثمة على الصدور, وكي تبرهن للكل وتثبت لهم أنك معهم (قلباً) وقالب..
قل لي بربك, ماذا بعد سينالنا وسيحدث لنا في عهدك وولايتك؟ إن كان أبسط الأمور لم تضع لها الحلول وتتعامل معها بإنسانية ومهنية وإنسانية, فكيف بعظائم الأمور وجسامها؟ كيف بالنكبات, والأزمات, أجبني يرعاك الله !! أبين .. ومديرياتها تبحث عن ينتشلها , من ينعشها, من يحيها , من يخدمها, من يبنيها, لا من يوأدها حية !! أو يهملها ويدمرها ويخرب بنيانها ويعطل مصالحها..
لم نطلب منك رغد العيش أو نعيمه , ولم نطلب منط الأمن والأمان أو ترف الحياة, لان ذلك (محال) وانت لست رجلاً (خارق) كي تأتينا به وتحققه, لكن جل مانرجوه هو أن تضع (حلاً) لمشكلة الكهرباء التي باتت (هماً) يؤرق الجفون, وكابوساً يقض مضاجعنا, والتي دخلت أسبوعها الثالني وهي مقطوعة, ليترتب عليها تعطل الكثير من المصالح..
جل ما نرجوه منك بعد أن أدركنا وتيقنا أن لافائدة ترجى من أحد هو أن تتعامل مع الكهرباء ومشاكلها من منطلق الامانة والضمير والإنسانية بدلاً من تركنا كل هذه المدة ونحن معزولين عن العالم وعن خارطة المحافظة وكأننا خارج نطاق خدمات ومسئولية المحافظة ومسئوليها..