بعد تحرير المحافظاتالجنوبية تم إعلان عدن عاصمة لليمن الجديد ، ومنذ ذلك اليوم ووزراء الحكومة ، وبحاحها يتسابقون على فنادق الرياض ، ويبحثون عن الأمان مخلفين وراءهم الشعب يواجه قدره ، وإذا كانت الرياض قد راقت لوزراء الشرعية فما المانع من إعلانها عاصمة لليمن الجديد ، وتسليم السلطة في عدن للجيش السوداني ليحكمها بدلاً عن جنوب السودان التي لم يتمكن من الحفاظ عليها ، ولم نجد لهذا الجيش الجرار أثراً على الأرض ، فلو استعان هادي باللجان الشعبية التي اعتمد عليها في يوم من الأيام لتغيرت المعطيات على الواقع ، فالأماراتيون والسودانيون والسعوديون لن يحققوا شيئاً ، لأن المثل يقول : أهل مكة أدرى بشعابها ، ورجال اللجان الشعبية لا يحتاجون إلا السلاح والدعم المادي واللوجيستي وسيخوضون البحر إن أردت ذلك . لقد أثبتت الأيام إنها لن تقوم قائمة للمحافظات الجنوبية بدون الاستعانة باللجان الشعبية الشريفة التي لاتبحث عن مناصب ولا عن مكاسب على حساب دماء الأبرياء ، وقد كانت البداية لهادي موفقة عند تعيينه الكوادر الجنوبية لتسيير البلاد ، ولكن هذه الخطوة تلتها خطوات أفسدت عمل الأحرار من أبناء الجنوب ، فلقد جرّب هادي المجرب وأتى بأيادي صالح لتعيث في الجنوب الفساد ، فأكلوا عرق المساكين ، وظلت أيرادات الجنوب تذهب إلى خزائن صالح والحوثي في صنعاء ، ونحن نبحث عن صدقات آل سعود وعيال زايد ، وأصبح مساكين الجنوب على أبواب السيد والزعيم يشحتون رواتبهم ، وهادي وبحاح ووزراء القفلة في فنادق الرياض أحمرت خدودهم وترهلت كروشهم ، والمساكين يبحثون في العاصمة المنحلة عن رواتبهم ، وأصبح الجرحى يقاتلون من أجل تضميد جراحهم ولا مجيب ولا حسيب لمن أكل حقوقهم وجعل من عدن قرية ، ومن الرياض عاصمة لوزراء الريال السعودي ، لا يحكمون فيها حتى غرفهم في فندق من فنادقها ، فعودا جميعاً إلى عدن ولا تغادروها حتى تعالجوا كل الأوضاع المتردية في البلاد جميعها وفي عدن خاصة ، وإلا رعوا الشعب با يحنق با يحرق امزرب وامشونة ، قلت قولي هذا والله من وراء القصد .