سحب الشنفرة قواته اليوم ( طبعا بشرية ) من جبهة كرش إلى سناح الضالع ، والسبب في ذلك هو إصرار التحالف ان يعترف الشنفرة بالوحدة والشرعية والقتال في كنف ذلك كشرط أساسي للدعم ، ونحن نرى أن هذا الأمر لا يحتاج إلى تساؤلات او إلى إيجاد مبررات ، وكذلك لا يحتاج إلى كثير من الأحلام الوردية ، ليس فقط وان السبب تستدعيه المرحلة واستراتيجيتها الأولية ( القريبة ) في ضرب رأس الأفعى (صالح) وإزاحته ومن ثم تأتي مرحلة صياغة فك الارتباط على نار هادئة، في الأصل نحن بحاجه إلى فك ارتباط مع بلادتنا السياسية أولا للارتقاء إلى فهم موضوعية المعركة حقيقة . الجنوب واليمن يحكمه مشروع سعودي خليجي كبير بحكم الجوار الملاصق حدوديا ، وعمق التداخل الجغرافي الذي كان السبب الرئيسي في تمترس الكل خوفا من الآخر ، كان نتاج ذلك التوقيع على اتفاقات وصولا إلى إبرام و ترسيم الحدود ، إلا أن المشكل مازال قائما ، وفي الحقيقة هناك عاملان يتجددان العامل الأول هو الثورة الجنوبية التحررية في الجنوب والعامل الثاني هو الحركة الحوثية في الشمال وهذين العاملين يشكلان عمق القلق وان كانا بطبعهما حديثتان في النشئة إلا أنهما متجذران بأتباع لهم ، و إصرار قوي في بلوغ أهدافهم ، وعقيده لا تبلى ولا تتجدد . الثورة الجنوبية ممثلة بحراكها الجنوبي الذي يتطلع للاستقلال الناجز وهذا الامر يعد كارثي في توجهه ويثير القلق للحلف السعودي الخليجي ويثير كون الهدف الرئيسي والمستقبلي لهذا التحالف هو ان يكوم الجنوب واليمن مساحه مفتوحة للانطلاق المفتوح من أي بقعة وضرب و إسكات أي قلقلات او تمردات ، ولهذا مورس ضد الجنوب دور تفكيكي جعله مثقل القدمين وهو في أوج قوته ورغم عن عدالة قضيته ، وسطعت بؤر ممانعة تجعله ابعد من تحقيق حلمه و مشروعه الكبير على أرضه وصياغة دولته الجنوبية الفيدرالية القوية ، وقوة الممانعة هذه أسست في سياغ وتحالفات خارج نسق الحراك الجنوبي ، وانبثقت محركات تتحرك من خارج الحدود على مستوى سقطرى و المهرة وحضرموت - الصحراء والوادي والساحل - وشبوه تعززها مناطقية التاريخ واللغة و حتى اللهجة و الجغرافيا و الثروة وهي مشاريع تكرس حالة التنافر والتباغض حد الاقتتال وتهدف في المدى القريب نحو إرهاق الجنوبيين وفك لحمتهم، وفي الهدف البعيد نحو صياغة كاتونات صغيرة ضعيفة يمرر عبرها مشاريع يكون فيها الجنوب تحت النظر والتصرف ، ولم يستثنى من ذلك - صناعة الفرقة - ما تبقى من الجنوب وهم عدن ولحج وأبين حيث تم زرع بذور الفرقة حد الاقتتال . في الأصل هذا المشروع التفكيكي للجنوب لن يسعد به إي فريق يضن انه سيحصن نفسه جغرافيا او سينعم بالاستقرار وبالثروة . العامل الثاني وهو بروز الحركة الحوثية القادمة من خارج السياق وعمق التآمر وقد ساعدتها عوامل طارئة سرعت من حركتها نحو ابتلاع كل شيء ولوحظ ان هذا التسارع اسس ايضا لعوامل تفكيكه من نوع جديد على مستوى الشمال . ومن هنا نرى قدرية الوحدة أنها وقعت و لا محال عنها انفكاكا ولو بصيغ ظاهرها الطمأنة وباطنها العذاب ، والهدف من ذلك ان يبقى الشقان الجنوبي والشمالي تلابيبه خارج سيطرتهم ومحكوم من الخارج . ويعد هذا تأسيس نحو اللا استقرار وستتصدع جبهة الضغط الصاتعه لعمليات التفكيك كون الامر هذا نهايته انفجار طوفان عام ملامحه تتبدى اليوم . وما يهمنا في الجنوب هو ( الرؤية الموحدة للمصير) وان غيابها جذر وعمق حالة الضعف والهوان وعزز حالات التشقق ولسبب الفاعل له هم (القادة الجنوبيين) ، وقد أثبتت المراحل والمنعطفات المتعددة فشل توحدهم في الرؤية ، وان كان كما يقال هدفهم واحد ، إلا ان الشعب مجمع اليوم أكثر من ذي قبل على نيل هدفه على أرضه ، وان بروز حالات من التشققات او الممانعة في مستوى القيادات الثورية الجنوبية المسلحة من حيث قتالها ضد التحالف الحوثعفاشي في حاضنة التحالف السعودي والعربي ( ليس ضد ) مثل هكذا قتال لعدو هو في الأصل عدو الجنوبيين ولكن في (غاية الهدف )أي ماذا بعد القتال وهو : أين سيكون الجنوب من دماء ابناءه ؟! والذي في الأصل قد قاتل الأغلبية من شعب الجنوب تحت راية دولتهم وبهدف استعادتها ، هذه التشققات هل تلعب دورا فاعل في إعادة حسابات التحالف السعودي العربي نحو الجنوب وشعبه ومصير قضيته أم أن الشنفرة وغيره عوامل ضعيفة في معادلة كبيرة بحاجة لمتغيرات اكبر .