لعل البعض تفاجأ من منشور الشيخ الوزير هاني بن بريك الذي قال فيه ماخلاصته ان مصير الجنوب بيد ابناؤه وان الوحدة مصلحة دنيوية وليست فريضة شرعية او بهذا المعنى وجهة نظري ان هذا الموقف الجديد المفاجئ لهذا الشيخ السلفي الوحدوي الى النخاع مرده الى ان الحوثي اصبح رقم صعب وفاعل في الشمال وان أهداف عاصفة الحزم والتي أبرزها اجبار الحوثي على العودة الى جبال مران وتسليمه المدن والسلاح لقوات الشرعية واجباره على القبول بعودة الرئيس هادي وحكومته الى صنعاء وتحولهم اي الحوثيين الى حزب سياسي كل تلك الأهداف اصبحت مستحيلة التحقق بعد عام وشهرين من الحرب واصبحت دول التحالف وقبلها المجتمع الدولي على قناعة ان الأزمة اليمنية لاتحل بالقوة وانه لابد من وقف الحرب واستئناف العملية السياسية من حين توقفت عقب استقالة الرئيس هادي العام الماضي وان الحوثي بنظر المجتمع الدولي جزء من الشعب اليمني ويحظى بإجماع شعبي جارف في كل الشمال ومن مختلف الطوائف حتى الدينية منها المختلفة معه مذهبيا وكلنا يعرف ان قيادة الإصلاح وقعت مع الحوثيين اتفاقية في مران بعد سقوط عمران بايديهم والشيخ السلفي محمد الإمام وقع معهم اتفاقية في معبر والمؤتمر شريكهم والاشتراكي معهم والناصريين كذلك وكل الشعب في الشمال معهم والتفافه حولهم يزيد يوما بعد يوم اذن السعودية هزمت بالحرب شمالا واجبرت وستجبر على التعامل مع الحوثي وجماعته كدولة وليس كعصابة مارقة عن السلطة الشرعية لكن السعودية لا تريد ان ينتزع منها اليمن بكاملة بيد عدوها الذي هزمها وهي بلا شك ستتجه الى شعب الجنوب الذي وقف معها وقفة رجال وحرر أرضه من الاحتلال الشمالي الحوثعفاشي والتقت مصالحها بمصالحه وبعد ان تجاهلت المملكة تضحيات هذا الشعب الجبار ولم تعرها اي إهتمام مسخرة كل جهدها ودعمها المادي والإعلامي للشمال وجبهاته اكتشفت مؤخرا انه لا يوجد شمالي يتمنى لها ان تهزم الحوثي حتى الشماليون المقيمون في الرياض ويقتاتون من مائدتها قلوبهم مع الحوثي وسيوفهم معه السيناريو الذي حلمنا به وتمنيناه ان يتحقق وهو ان تهزم السعودية في الشمال وتنتصر في الجنوب مما سيجبرها على الإعتراف بقضية شعب الجنوب وتدعم انفصاله واستعادة دولته ربما اوشك على التحقق وما انعطافه هاني بن بريك المفاجئة الا دليلا على ذلك وهو وجماعته كانوا ومازالوا أداة سعودية طيعة كانت تدخر للوقوف ضد إرادة أبناء الجنوب في تقرير مصيرهم واستعادة دولتهم في الزمان والمكان اللذان ستحددهما الرياض لكن يبدو ان الرياح جرت بعكس ما أرادت الشقيقة الكبرى واصبحت على قناعة ان ما لايدرك كله لا يترك كله وجزء من الكعكة خير من خسارتها كلها وجنوب موحد ومتماسك وحاجز قوي أمام طموحات إيران خيرا من خسارة اليمن كلها بشطريها ربما كان كلام بن بريك مؤشر على كل ماسبق وهذا مانتمناه وربما كان ورقة تهديد وضغط تفاوضية لحظية ورسالة توجه للحوثي وعفاش ان من بقي من الجنوبيين مع الوحدة قد تخلى عنها ولو كان الحال هو هذا سيتم التراجع عن هذه الرسالة قريبا ربما فلننتظر والأيام بيننا كل شيء ممكن وسبحان الذي يغير ولا يتغير مجرد وجهة نظر ليس إلا