يبدو أن مبعوث الأمين العام للامم المتحدة قد أصبح بحالة قاسية من الاضطراب والخوف، ولاسيما بعد إن شعر أن الضحية التي كان يعدها منذ شهور للذبح ( الحكومة الشرعية بقيادة هادي) تحاول الآن الفكاك من قبضته، بعد أن شعرت بالخطر اليقيني القادم على يديه ، وبسكين الغدر التي شرع في شحذها لتصفية القضية، وتكريس واقع الانقلاب الحوفاشي، المجوسي السلالي ، ولمصلحة اقامة الدولة السلالية العنصرية المجوسية الفارسية في اليمن في إطار مساعي إيرانوأمريكا وإسرائيل لإنهاء الوجود العربي الإسلامي السني في جزيرة العرب والخليج العربي والعراق والشام وإعادة انتاج الامبراطورية الفارسية المنقرضة بالإسلام على يد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه.. حيث يأتي كل ذلك كتنفيذ لابد منه لمتطلبات الاتفاق النووي الذي تحرص أمريكا على نجاجه مع إيران بأي ثمن، ولو كان هذ الثمن حلفاءها في المنطقة، وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية . قلنا : هو الآن ( أي ولد الشيخ) يشعر بالاضطراب والخوف من أن تتمكن الضحية المعدة للذبح من الخلاص مجددا، والانطلاق صوب آفاق أخرى غير متوقعة، بعد أن كادت الصفقة تشرف على الجهوزية المطلوبة ويكون هو قد نجح في مهمته في تصفية الشرعية اليمنية بجلباب الشرعية الدولية وشهود زورها المعدين والجاهزين، تمهيدا لحصوله على الترقية الوظيفية والمادية من جميع الأطراف المستفيدة وفي مقدمتهم المشروع الإيراني العنصري التوسعي الذي ما زال يعمل في الظلمات ومن خلف الستار لتحقيق أكبر قدر من النجاح قبل أن ينقلب بعد ذلك على جميع السحرة، وفي مقدمتهم أمريكا التي ما زالت تتعامل مع هذا المشروع بغباء تام وغريب إلا من كونه سيحقق لها كبحا لأي نهضة حضارية إسلامية سنية ، ويمكنها بالتالي من تقديم الإسلام كدين مشوه ، بل كخليط غير متجانس من الإسلام والمجوسية والبوذية والنصرانية واليهودية . لذلك فإننا نرى هذا الموظف ( الأممي) يشتط حركة ولهاثا لقطع الطريق على الضحية (الرئيس عبدربه وحكومته الشرعية، وفي جعبتهم كل الشعب اليمني) ومحاصرة أي مسعى لحماية حق اليمن في الحفاظ على هويته العروبية، ووجوده الحضاري، باذلا كل الطاقات لإعادة الضحية إلى مكانها في المسلخ المعد في الكويت، وخلال الأيام القليلة القادمة . نحن لا نملك علم الغيب، لكننا نحذر فقط : أن مواصلة السير وراء ولد الشيخ الذي يبدو أنه رجل متمرس في الغدر وصناعة المكائد، وتفكيك القضايا العادلة، سيكون له مترتبات مهولة لا تمس بدمارها حق اليمنيين في العيش على أرضهم بكرامة واستقلال فحسب، بل تمس الوجود العروبي الإسلامي السني في الجزيرة والخليج بعد أن مكن العرب إيران في يوم من الأيام من السيطرة على العراق ، وتهديد وجود دول الخليج نفسها من خلال التسامح والتغاضي عن الأنشطة التخريبية والإعلامية والدعائية الإيرانية ولاسيما بعد ما سمي بالثورة الاسلامية التي قادها الخبيث الهالك ( الخميني) في الثمانينات من القرن العشرين الميلادي المنصرم .. بمعنى أوضح وبصريح العبارة فإن الأخوة في الجزيرة والخليج باتوا اليوم أمام مفترق طريق.. فإما الوقوف بحزمهم المعهود في مبتدئه أمام هذا المشروع ومكائد ولد الشيخ، وفي يدهم ذلك ، وتجميده، والمسارعة الصادقة والجادة نحو حسم المعركة على الأرض، ودعم الموقف الضعيف، بل العاجز للقيادة اليمنية الشرعية، واسنادها بالكفاءات والقوة التكنيكية والمادية والمعنوية اللازمة والفاعلة .. وإما مواصلة المواقف المتخاذلة والمرتعشة والتباطؤ في الحركة ورد الفعل، وعندها نقول بكل أسى : رحمة الله على العروبة والإسلام السني !! وحسبنا الله ونعم الوكيل . لكننا مع ذلك نامل في الله، ثم في إخواننا الخليجيين ، وفي مقدمتهم صاحب المبادرة الكبرى ( عاصفة الحزم) خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبد العزيز. تلك المبادرة التي رفعت الرؤوس ، وأعادت الأمور لحظتها إلى نصابها .. ونقول لهم لولا التراخي والركون إلى القيادات المناطقية الأنانية الهزيلة المتخلفة أو الفوضوية الغوغائية أو الخائنة في كثير من الأحيان بعد ذلك لكنا في حال غير الحال . إن الخطر اليوم محدق بالجميع.. وأن الانتصارات كلها اليوم تتعرض للهدم والتخريب والافراغ لممنهج.. أيها الإخوة الخليجيون شدوا حزمكم وعزمكم .. واحذروا ولا تركنوا .. فثمة الحزم، وثمة النصر.. وبدون النصر ودحر مشروع إيران، وكبح جماح الخائن ولد الشيخ.. اعلموا أنه هلاك الجميع .. وآخر مسمار في نعش عروبة الجزيرة والخليج .