القى بجسده المتعب وغفت عيناه؛ليعرض أمامه شريط من ذكريات العيد وطفولة ماضيه.. ذكريات تاهت وتبعثرت خلفها أشلاء.. تذكر ذلك الطفل السعيد الذي كان ينتظر قدوم لحظات العيد، ليرتدي ملابسه وعلى ملامحه براءة طفل بسعادة قدوم العيد.. حاملا معه معطفه؛ طارقاً الأبواب في حارته مع أصدقائه ليتلقى قبلات التهاني، ودنانير العيدية، وتمتمات الدعاء..ثم يهرعون ليتساءلوا كم كان النصيب..!! ذكريات العيد عادت وطفولة مضت مبعثرة ملامحها؛ لم أكبر ياصديقي بعد ولكني أترك خلفي رسالة مأساة .. لم تكتمل فرحة العيد أمام عين ذلك الطفل ولم يهنأ أصدقاؤه ب أيام العيد؛ كان عابرا على رصيف الطريق راسماً على وجهه ابتسامة، وعيناه تلمع بالبراءة..!
طفولتك لم تنس بعد، ومأساة العيد في حين ذاك الوقت لم تمزق ورقتها؛ لم تنس ذاكرتي تلك اللحظات، حيث كنا ياصديقي هارعين؛ لنستقبل العيدية رافعاً سبابتك مؤشراً على الباب لترفع ساقك وتضع الأخرى في فرح..؟؟ وها هو صوت مرعب يوقفنا مذهولين..؟
لنرى الأشلاء تتطاير أمامنا..حذاؤك ياصديقي لم أنساه حين ارتطم تحت ساقي، ورأسك الذي كان أمام الباب؛ لم تتلق فرحة عيديتك منه بعد..!! قد شوهت الحرب ملامح طفل بسعادة العيد كان يتغنى، ليرسم على وجهه قطرات الدم بدل الابتسامة.