الحرب مصطلح كريه وممقوت وكلمة تمتزج برائحة الدم والموت والبارود دائماً ، يلجأ إليها بنو البشر ممّنْ فقد عقله وإنسانيته ، من أجل تحقيق أهداف معينة ، إما أن تكون هذه الحرب دفاعاً عن النفس ضد عدوان غاشم لابد من التصدي له ودحره ، وهو دفاع واجب ومشروع ، كتلك الحرب العدوانية التي شنها الانقلابيين الحوافيش على الجنوب وارتكبوا فيها المجازر بحق المدنيين العزل ، التي ترتقي إلى جرائم حرب حسب تصنيف القانون الدولي الإنساني ، لاستهدافهم معالم مدنية ، كالمدارس والمستشفيات والتجمعات السكانية ، وفرض الحصار على المدن لمنع وصول الغذاء والدواء الى السكان ، كما يجري ارتكابها اليوم في تعز على مرأى ومسمع من العالم المتحضر الذي يدعي احترام حقوق الإنسان . الحرب هي وسيلة وغاية يستخدمها الحكام الطغاة من أجل الدفاع عن كراسي حكمهم العتيقة والاحتفاظ بها ضد المعارضين المنتفضين عليهم ، لرفضهم الظلم والقمع والإضطهاد وسياسة التجويع والتجهيل التي مارسوها خلال فترة حكمهم الطويل ، ولا يتورع هؤلاء الحكام من استخدام أقذر الوسائل واعنفها للتخلص من أعدائهم وقتلهم حتى ولو كانت هذه الوسائل تتنافى مع القيم والأخلاق والدين والمروءة والإنسانية ، كل ما يهمهم أن يظلوا حكاماً حتى على بلد مدمر وشعب جائع تفتك به الأمراض ، وهم مستعدون الاستعانة بكل شياطين الجن والإنس في هذا العالم ، من أجل تحقيق هذا الهدف ، وهذا هو ما يجري للأسف الشديد في اليمن وسوريا والعراق وليبيا ، حيث يستعين حكام الأمس واليوم بالإيرانيين والروس والأمريكيين والمرتزقة لقتل شعوبهم، باستخدام مختلف الأسلحة، بما فيها المحرمة دوليا ، ولا غرابة أن يشعل هؤلاء الطغاة الحكام الحرائق وينشروا الدمار والرعب والقتل في أي جزء من البلاد ، حتى لو كان ذلك سيٌطَال أقرب الناس إليهم، المهم بالنسبة لهم وصولهم إلى هدفهم المنشود ، وهي السلطة وكرسي الحكم والحفاظ عليهما بأي ثمن كان . لا يعتقد مشعلو هذه الحروب الذين يختبؤون في ملاجئ سرية تحت الأرض أو في الكهوف من الحكام الطغاة أو أولئك الباحثين عن السلطة، أنهم سيكونون بمنأى وأمان من الحرائق التي يشعلونها في البلاد في كل مكان ، نيرانها حتما ستصلهم وستحرقهم ، فالحروب لا تورث إلا الأحقاد والضغينة في النفوس وحب الانتقام مهما طال الزمن أو قصر . وتأتي حادثة مجلس العزاء في صنعاء البشعة بغض النظر عمن يقف وراءها ، وقبلها كانت مجزرة مجلس العزاء في الضالع التي ارتكبتها قوات ضبعان ، وكذلك مجزرة قوارب الهاربين من جحيم الحرب في التواهي التي استهدفتها قوات تحالف الغزاة الحوافيش للجنوب في 2.15 م ، بالإضافة إلى السيارات المفخخة والأعمال الانتحارية التي تحصد أرواح العشرات من الأبرياء في الجنوب ، ماهي إلا نتيجة من نتائج هذه الحروب اللعينة وتبعة من تبعاتها، والجري وراء كرسي الحكم ، وستظل هذه الجرائم ترتكب بحق الإنسانية ، وبحق إبناء الجنوب والشمال ، طالما ظلّ الجناة الحقيقيون أحرارا طلقاء بعيدين عن أيدي العدالة .