غادر المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، الأربعاء، العاصمة السعودية الرياض، دون أن يلتقي الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أو أي مسؤول حكومي بشأن خارطة السلام الأممية. ووفق مصدر حكومي رفيع تحدث مفضلاً عدم ذكر هويته لحساسية موقعه، فإن “ولد الشيخ أخفق في إقناع الحكومة اليمنية بقبول رؤيته أو حتى مجرد اللقاء بها لمناقشتها”. وأضاف المصدر أن المبعوث الأممي “التقى سفراء الدول ال 18 الراعية للسلام باليمن في الرياض”، دون الإدلاء بمزيد من تفاصيل ما جرى. وسبق أن أعلنت الحكومة اليمنية رفضها لخارطة ولد الشيخ واصفة إياها بأنها “تكافئ الانقلابيين وتشرعن لهم”. وقالت مصادر اطلعت على خارطة ولد الشيخ، في وقت سابق إن الخارطة تهمش الدور المستقبلي للرئيس هادي، حيث تنص على تعيين نائب له تؤول إليه صلاحيات الرئيس. وتنص الخارطة أيضا، حسب المصادر، على أن يكلف نائب الرئيس إحدى الشخصيات بتشكيل حكومة وحدة وطنية، على أن يظل هادي رئيساً شرفياً حتى إجراء انتخابات رئاسية، بعد عام من توقيع اتفاق سلام. ويذهب مراقبون إلى أن الحكومة اليمنية تضغط، عبر التصريحات الرسمية والمظاهرات الشعبية، للحصول على تعديلات في الخارطة الأممية تضمن لرئيس البلاد صلاحيات مستقبلية، باعتباره الرئيس الشرعي، وذلك حتى إجراء انتخابات. وفي الأول من أغسطس/ آب الماضي، قرر وفد الحكومة اليمنية التفاوضي مغادرة الكويت بعد نحو ثلاثة أشهر من المشاورات التي رعتها الكويت وأشرف عليها المبعوث الأممي، دون أن تتمكن من تحقيق أي اختراق في جدار الأزمة، نتيجة تباعد وجهات النظر بينهما. ويشهد اليمن حرباً منذ حوالي عام ونصف العام، بين القوات الموالية للحكومة اليمنية (الجيش الوطني والمقاومة الشعبية) من جهة، ومسلحي الحوثي، وقوات صالح، من جهة أخرى، مخلفة آلاف القتلى والجرحى، فضلاً عن أوضاع إنسانية وصحية صعبة.