زاد الاقتراح الذي تشاركت فيه روسيا والصين ودول عربية منها المملكة العربية السعودية والجزائر من مخاوف في بعض الدول الغربية من عدم إحراز تقدم في مؤتمر يعقد في دبي لمدة 12 يوما لإعادة صياغة معاهدة حول الاتصالات الدولية. وتسعى روسيا ومؤيدوها ومن بينهم الكثير من الدول الافريقية والعربية رسميا إلى توسيع اختصاصات الاتحاد الدولي للاتصالات بحيث يحكم الكثير من جوانب الانترنت. وتصر الولاياتالمتحدة وأوروبا وحلفاء آخرون منهم استراليا واليابان على أن المعاهدة لابد أن تظل منطبقة فقط على الاتصالات التقليدية مثل مكالمات الهواتف الأرضية والهواتف اللاسلكية. ويمكن ان تختار الدول الانسحاب من أجزاء من المعاهدة بعد تعديلها عندما تظهر أو ترفض توقيعها برمتها. قال ماركوس كومر نائب رئيس السياسة العامة في مركز أبحاث "ذي انترنت سوسايتي" "إذا لم يكن لدينا اتفاق فسوف يحدث هذا توترات سياسية في أنحاء الانترنت." ومن شأن مسودة مسربة للاقتراحات التي تتزعمها روسيا منح الدول حقوقا لجعل مواقعها غير قابلة للدخول على أراضيها حتى عبر خوادم وكيلة أو دول اخرى. كما أنها من الممكن أن تتيح لدول مشاركة في معاهدات متعددة الأطراف أن تمنع الدخول إلى مواقع انترنت بعينها بطلب من دول أخرى في المعاهدة. ومن الممكن ان تقوض مثل هذه الخطوات منظمة أميركية غير حكومية متعاقدة مع وزارة التجارة الأميركية وهي مسؤولة في نهاية الأمر عن التأكد من أن من يحاولون الوصول إلى موقع معين على الانترنت يتمكنون بالفعل من الدخول إليه. وبخلاف أماكن مواقع الانترنت وعناوينها تقول الوثيقة التي تقودها روسيا إن الدول الأعضاء في الاتحاد الدولي للاتصالات يجب أن تكون قادرة على السيطرة على عناصر أخرى من البنية الأساسية للانترنت داخل حدودها كما تسعى روسيا منذ شهور. كما تريد هذه الاقتراحات أن تضم المعاهدة الجديدة إجراءات لمحاربة الرسائل المزعجة على البريد الالكتروني لكن تعريف الرسائل المزعجة واسع النطاق للغاية لدرجة أنه من الممكن أن ينطبق على أي رسالة بريد الكتروني. ويحذر منتقدون من أن هذا سيكون ذريعة لأنظمة مستبدة لقمع المعارضين وفي الوقت ذاته أيضا عدم بذل مجهود كبير لحل مشكلة فنية. ومن البنود الأخرى في الاقتراح أن أي دولة يجب أن يكون لها الحق في معرفة مسار الاتصالات "كلما أمكن هذا من الناحية الفنية" وهو يختلف عن اقتراح آخر ويقر فيما يبدو بأن رصد حركة الانترنت غير عملي. وذكر اسم مصر باعتبارها إحدى الدول التي شاركت روسيا في هذه الاقتراحات لكنها تبرأت يوم الاحد من هذه الوثيقة فيما يبدو أنه مؤشر على ظهور شقوق في الائتلاف الهش المناهض للولايات المتحدة. وقالت نشوى جاد من وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في بيان بالبريد الالكتروني أرسلت نسخة منه إلى رويترز "ارتبط اسمنا بهذا الاقتراح على سبيل سوء الفهم." وأضاف البيان "تؤيد مصر دائما فكرة أن مباديء الانترنت الأساسية هي أن الانترنت لابد أن تظل دائما متاحة ومفتوحة وحرة. لا نرى أن تفويض الاتحاد الدولي للاتصالات يتعامل مع الانترنت." وقدمت الولاياتالمتحدة اقتراحا مضادا شاركت في توقيعه كندا ومن شأنه منع تطبيق المعاهدة على شركات الانترنت مثل غوغل أو شبكات الحكومات والشركات. وهي تقول إن توسيع نطاق المعاهدة من الممكن أن يكون أساسا للحكومات لخنق حرية التعبير والرقابة على محتوى الانترنت. لكن روسيا ومؤيديها يقولون إنهم يحتاجون سلطات جديدة لتمكينها من محاربة جرائم الانترنت وحماية الشبكات. وبعد ستة أيام من محادثات خاصة بصورة كبيرة لم يتم الاتفاق على الكثير من النقاط وتنعقد اللجنة الرئيسية بكامل أعضائها يوم الاثنين لبحث الاقتراح الأميركي الكندي مرة أخرى. وعادة ما يتفق الاتحاد الدولي للاتصالات على القرارات بالتوافق لكن إصرار كل جانب يعني أنه ربما يتم اللجوء للتصويت مما قد يجعل الولاياتالمتحدة وحلفاءها أقلية. وقال متحدث أميركي في بيان أرسل عبر الانترنت "الولاياتالمتحدة لا تبحث الانسحاب من المؤتمر وما زالت تشارك بشكل عادي" ونفت تقريرا سابقا عن أن الولاياتالمتحدة ربما تترك القمة التي تختتم أعمالها يوم الجمعة.