حضرموت المحتلة هي الأهم بعد عدن بالنسبة للمحتل الذي يتشبث بها بقوة، فحضرموت هي أصل الجنوب وقوته لما لها من موقع جغرافي استراتيجي وتاريخ حضاري وثقافي وديني، بالاضافة الى ثرواتها التي تأتي في طليعة اطماع الاحتلال اليمني المتشبث بها باستماتة، ويعد استمرار السيطرة العسكرية عليها ضمان لاستمرار احتلال الجنوب. هل تعلم كم عدد الالوية العسكرية الشمالية المنتشرة في حضرموت؟. هناك سبعة ألوية عسكرية شمالية في حضرموت، يعني ما يقرب من المائة الف جندي وضابط من ابناء الشمال هم قوام تلك الوحدات العسكرية الموجودة في حضرموت.. ما هو دور هذه الوحدات العسكرية في الحرب الدائرة بين قوات الجنرال علي محسن الأحمر (حكومة الشرعية) والحوثي وعفاش؟ _ لم تشارك هذه الالوية في اي معركة منذ اليوم الاول لاندلاع الحرب. لماذا لم تشارك في الحرب، طالما وهي بكامل جاهزيتها المسلحة والبشرية، وعدتها وعتادها بالاضافة الى ما تمتلكة من أسلحة متطورة وثقيلة يصل قوامها الى 233 دبابة تحت الخدمة، و63 قاعدة صاروخية (كاتيوشا سعة 40 صاروخ)، و212 مدفع 143، و895 مدفع 81، و1632 مدفع 32 بالاضافة الى اكثر من 953 عربة، و21 بطارية مضاد طيران و512 (دوشكا) و4231 طقم تويوتا حديث الصنع مزودة جميعها بسلاح (الدوشكا) و 389 شاحنة نقل جند، و28 عربة نقل الدبابات والاليات العسكرية. ولا ننسى ان معظم الوحدات العسكرية الاخرى التي كانت تتمركز في شبوة وأبين قامت قبيل الحرب الاخيرة بنقل جزء كبير من عتادها وأسلحتها الثقيلة الى تلك المعسكرات في حضرموت، ومن ثم تركت للمعسكرات التي جرى تفريغها في شبوة لقمة صائغة امام جماعات متطرفة جرى التنسيق بينها وقيادات صنعاء التابعة لها حتى يكتمل المسلسل الذي أراد اخراج مسرحية سياسية لتوجيه عدة رسايل للداخل والخارج. عندما اندلعت الحرب بين الحوثي وعفاش (طرف اول) والجنرال الأحمر والإصلاح وحكومة الشرعية (طرف ثاني) لم تشارك تلك الوحدات العسكرية في المعركة.. لماذا؟. أمر مهم جداً هنا لم يتطرق اليه الكتاب والمحللين السياسيين والعسكريين في الداخل والخارج، ولم نسمع أحداً من طرفي النزاع يتطرق له على الإطلاق، هذا الأمر هو: انه وبعد دخول الحوثي صنعاء وهروب علي محسن الأحمر الى السعودية بدأ البحث مع السعوديين عن كيفية مواجهة الحوثيين بما يضمن له هزيمتهم وعدم إرهاق القوات الموالية له لغرضين هما: الأول: لضمان وجود جيش يتمكن من السيطرة على الوضع عقب انتهاء الحرب ويعيد ترتيب الأوضاع الأمنية ويقطع الطريق امام اي قوى قد تظهر كبديل للاطراف المتقاتلة التي ستصبح منهكة وغير قادرة على السيطرة على الانفلات الأمني والضمانة الاهم هنا هو ان يضمن الأحمر سيطرته وهيمنته على اليمن عقب الحرب كحليف استراتيجي للسعودية التي لم تستطع إيجاد اي بديل لعفاش والأحمر. الثاني: وهو الذي تمسك به الأحمر ولقي ترحيب من كافة القوى العسكرية والسياسية الشمالية بمن فيهم موالين لعفاش، ويتمثل في ان تحافظ تلك الوحدات العسكرية على قوتها وجهوزيتها القتالية لضمان الحفاظ على (الوحدة اليمنية) وقطع الطريق امام الجنوبيين من السيطرة على الجنوب وتحقيق انفصال على الأرض. لهذا وقفت تلك الوحدات العسكرية بموقف الحيادي من الحرب وتجنبت حتى الدخول في اي معارك مع القاعدة والجماعات المتطرفة اي الفصيل الإرهابي الذي لا يتبع الأحمر. حقيقة اخرى واقعية وهي ان تلك الوحدات العسكرية منذ اندلاع الحرب والى هذه اللحظة تعمل بوتيرة عالية في التدريب والتجهيز والاعداد وفق احدث التجهيزات بالاضافة الى ما يصل تلك الوحدات العسكرية من دعم كبير مالياً وعسكرياً، اذ تتسلم تلك الوحدات العسكرية موازنتين ماليتين الاولى الميزانية المعتمدة من وزارة الدفاع بصنعاء لم يجري قطعها الى قبل شهرين، والثانية ميزانية من السعودية، هذا بالاضافة الى مليار وسبعمائة مليون ريال تتسلمها تلك الوحدات من عائدات منفذ الوديعة شهرياً تدخل ضمن بند التطوير والتحديث العسكري. المهم هذا واقع حضرموت اليوم انها ترزح تحت هيمنة وسيطرة هذه القوة العسكرية الكبرى المحمية بعدة خطوط أهمها: - اجهزة استخباراتية تخضع لغرفة عمليات واحدة تتبع الجنرال الأحمر مباشرة. - جهاز استخباراتي يتبع التحالف. - متعاونين من شخصيات اجتماعية ودينية - عناصر حزب الإصلاح اليمني في حضرموت - ابناء الشمال الذين جرى تسكينهم في حضرموت - فصائل ارهابية متطرفة تطلق على نفسها مسميات (القاعدة وداعش وانصار الشريعة). بالاضافة الى حماية سياسية من قبل عناصر الإصلاح واصحاب المشاريع المنتقصة كأصحاب مشروع الأقاليم والعصبة الحضرمية وغيرهم. وبطريقة غير مباشرة عناصر المؤتمر الشعبي العام وكذلك أنصار حكومة الشرعية من مسئولين السلطة المحلية وأقاربهم والمنتفعين من بعض الامتيازات في حماية الشركات النفطية وغيرهم. حضرموت ايها الأحرار منطقة شائكة تتعرض بصمت وبهدوء للموت دونما شعور ابنائها الأحرار الدين يتعرضون لحملات تحريض تحت مسميات ومفاهيم مناطقية وإغراءات وهمية يراد منها حرفهم عن القضية الجنوبية الحقيقية والهائهم لكي تظل حضرموت تحت سيطرة قوى الشمال لذلك: لا يريد الجنرال الأحمر وحزب الإصلاح ولا غيرهم من الطرف المعادي لهم في صنعاء عفاش والحوثي جميعهم لا يريدون اي صوت جنوبي في حضرموت ولا يريدون اي نشاط يحمل ملامح الثورة الجنوبية، جميعهم يريدون عزل حضرموت عن الجنوب بشكل كامل. وفي نهاية المطاف عند ضرب الجنوبيين ببعضهم البعض في المحافظات الاخرى سيكون من السهل امام قوى الشمال تطويع الجنوب طالما وحضرموت بمنأى عن محافظات الجنوب اذا ما تنفذت خططهم الشيطانية. لذلك يجب ان يدرك ابناء حضرموت الشرفاء الأحرار انهم اول من سيكتوي من نيران المؤامرة ان تمكنت صنعاء من تمرير مخططاتها. وكذلك الجنوب في المحافظات الاخرى ستكون الخاسر الأكبر اذا انقطع تواصلها وتلاحمها بحضرموت وتقع المسئولية بالدرجة الرئيسية على قادة وناشطي الثورة الجنوبية وعقلاء حضرموت ومثقفيها وسياسييها اذا التزموا الصمت.. لهذا على الجميع بذل اكبر جهد لإعادة زخم الثورة الى حضرموت وتصعيد نشاط الحراك الجنوبي وإعادة الفعاليات وبالذات الندوات التثقيفية وغيرها وعلى الحظارم ان يتماسكوا ويكونوا يدٌ واحدة وان لا يفرطوا بقضية الجنوب فمستقبل حضرموت يرتبط بمصير استقلال الجنوب لتكون حضرموت في المستقبل هي الجنوب وهي مصدر قوة الجنوب. الدور الكبير يجب ان يلعبه شباب حضرموت فهم من تعلق عليهم الآمال دون سواهم ممن أذعنوا للوعود وقبلوا بالفتات وهم قلة قليلة شذوا عن الطريق وخرجوا على نهج حضرموت الوفاء والتاريخ والشموخ والثقافة. كما يجب ان يلعب الدور الآخر ابناء الجنوب من قادة حراك ومقاومة جنوبية وسياسيين بشكل عام للتنبه لما يخطط له المحتل اليمني وضرورة متابعة المسألة بكل حرص واجتهاد ومثابرة والتعاطي معها بكل إيجابية بعيداً عن التعصب للمكونات وللأحزاب وغيرها.. حضرموت تعني الجميع دون استثناء.. ضرورة استئناف النشاط الثوري في حضرموت: للأسباب الواردة أعلاه تبرز الحاجة الملحة لاستئناف الفعل الثوري في الشارع الحضرمي، فالفعل والنشاط الثوري التحرري الذي يحمل مبادئ واهداف تحرير واستقلال الجنوب هي الضامن الرئيسي لاستمرار وديمومة اتصال حضرموت ببقية مناطق ومحافظات الجنوب وهي أساس قوة الثورة الجنوبية والحصن المنيع لحضرموت اولاً وللجنوب ثانياً من اي مشاريع منتقصة يحاول المحتل اليمني تنفيذها والعودة لحكم الجنوب من خلال تلك المشاريع التي تظلل العقل والارادة الجنوبية، لكن نرى بعض الأمور المخيفة التي طرأت مؤخراً وظهرت على السطح تلك الأمور تتمثل في محاولات بعض قادة الثورة الجنوبية التلاعب بالشارع الحضرمي تارةً بتوجيه دعوات لإقامة مليونية في حضرموت وبعد تفاعل الجنوبيين مع تلك الدعوة تعود ذات القوى او بالأحرى الشخصيات القيادية لاصدار بيانات اعتذار والغاء الدعوة لأسباب غير وجيهة بل أسباب غير مقبولة لان السلطات المحلية والعسكرية رفضت المليونية فانصاعت تلك الشخصيات خلفها ووقفت الى جانبها ضد المليونية التي أعلنت فصائل ثورية حضرمية اخرى استعدادها لتنظيم المليونية، ويتحول الامر الى سجال لافشال المليونية المرتقبة هذه الحالة تدعونا للوقوف أمامها بكل جدية ويجب على احرار الجنوب في المحافظات الأخرى مساندة رفاق دربهم في حضرموت لتعزيز اللحمة الجنوبية وتجسيدها على ارض الواقع وافشال مشاريع الاحتلال اليمني.