عاد هادي ، لقد عاد الرجل الداهية حقاً ، عاد الرئيس هادي ، عاد القائد ، عاد المارشال هادي ، لقد عاد المشير هادي ، عاد المهيب هادي ، عاد أبو جلال ، كل هذا كان حديث عدن وأبناء الجنوب كافة ، قالوها فرحين بعودة رئيسهم وقائدهم ، قالها كل فرد في الجنوب ، حتى كاد جبل شمسان ينطقها ، وكادت صيرة تزقرد فرحة بعودة هادي ، حتى براكين عدن رحبت من تحت مياه البحر ، كل شيء سعيد في عدن ، كل شيء سعيد في كل شبر من تراب الجنوب ، كل شيء يرحب بعودة هادي. لقد عاد من أهدى لعدن النصر ، وللجنوب التحرير ، عاد هادي ليمسح على رأس اليتيم ، ويتفقد أُسر الشهداء ، عاد ليرتب البيت الذي خربته أيادي العابثين ، أقولها حقيقة لقد عاد فأثلجت عودته صدورنا ، وكدنا نطير من الفرحة بعودته ، عاد المارشال ، فعادت ثقة الشارع في دولته ، وبلاده ، عندما يعود هادي في ظروف كهذه ، فهذا يعني الكثير ، فعدن تتزين لعيد الأعياد الوطنية ، والمكلا تتزين أيضا ، وكل الجنوب يريد الاحتفال ، فعودة هادي جعلت العيد عيدين والفرحة فرحتين ، عندما ترجل هادي في مطار عدن كانت الوجوه الجنوبية في استقباله فكانت وجوهاً جنوبية خالصة ، هواها جنوبي وديدنها الجنوب ، ومن هنا يتضح لكل ذي عينين ، وذي عقل أو ألقى السمع وهو شهيد أن الجنوب أصبح واقعاً معاشاُ ، فالعاصمة عدن والبنك هنا في عدن ، والرئيس في عدن ، والمحافظ منها ، والأمن منها ، وكل شيء في الجنوب منها وإليها ، فبالله عليكم ماذا تبقى ؟
لقد جاء لنا هادي بالجنوب على طبق من ذهب ، وقاد وحدة 22 مايو بأذنيها ورمى بها في فندق موفمبيك ، لقد أصبح هادي حديث الساعة ، وبرمج العالم على ساعته ، فمتى تحرك هادي ، تحركت كل وسائل الإعلام معه ، لقد جمع هادي أبناء الجزيرة ، وجعلهم على قلب رجل واحد ، لقد عاد هادي فسلط الإعلام كل امكانياته لمتابعة هادي وتحركات هادي ، فأغاضت تحركات هادي الألعوبان صالح ، وكأني به تلميذ في الصف الأول وهو يستأذن الأممالمتحدة لمغادرة اليمن لحضور تشييع كاسترو ، لقد أجبر هادي الولاياتالمتحدة لتعتذر ، وصالح يستأذنها ، هذا هو هادي ، وهذا فعل العظماء ، فمرحباً هادي ، وكلكم رحبوا بمهندس الدولة الجنوبية الجديدة ، فأهلاً وسهلاً هادي ، وعلى الرحب والسعة ، وكل عام وأنتم وجميع الوطن الجنوبي بخير .