منذ انطلاقة الحراك الجنوبي عام 2007م والجنوبيين يسعون جاهدين لشرح قضيتهم للعالم وخاصة للدول الاقليمية وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية الا ان هذا السعي قد قوبل بفتور وتراخي ولا مبالاة الا ان هذا الامر لم يفت من عضد الشعب الجنوبي الذي استمر في مسيرته النضالية حتى قيام المملكة العربية السعودية بتشكيل تحالف عربي عسكري لتطلق عملية عاصفة الحزم ضد المتمردين الحوثيين وقوات حليفهم المخلوع صالح بعد انقلابهم على شرعية الرئيس التوافقي عبدربه منصور والذي دفع الجنوبيين الى تأييد هذا العمل العسكري والمشاركة فيه من خلال ما بات يعرف بالمقاومة الجنوبية والتي تصدت للمتمردين الحوثيين وقوات المخلوع صالح وطردتهم من المحافظات الجنوبية بدعم سعودي عربي . اليوم وبعد ما يقرب من العامين على انطلاق عمليات عاصفة الحزم في اليمن وفي ظل استمرار سيطرة المليشيات الانقلابية على كامل المحافظات الشمالية ادركت السعودية على ما يبدوا ان حليفهم الوحيد في اليمن هم الجنوبيون الذين قاتلوا الانقلابيين منذ اليوم الاول لانطلاقة عاصفة الحزم . فعمدت السعودية مؤخراً الى دعوة الرموز الجنوبية الاصلية من مشايخ قبائل وكتاب واكاديميين وعسكريين كان على رأس المدعوين حكام الجنوب ما قبل عام 1967م او بمعنى ادق سلاطين وامراء ومشايخ الجنوب . وتأتي هذه الدعوة في الوقت الذي يتشوق فيه الجنوبيين لعودة دولتهم المسماة (بالجنوب العربي) وعودة الهوية والتاريخ الجنوبي المستقل والبعيد تمام البعد عن التبعية للشمال اليمني . ويبدوا ان هذه الدعوة في هذا التوقيت قد اثار حفيظة النخب الشمالية المؤيدة للشرعية ولعاصفة الحزم والتي تعتبر حليفة للسعودية وخاصة نشطاء حزب التجمع اليمني للاصلاح وتخوفهم من هذه الدعوة خاصة انها تضمنت دعوة السلاطين والمشايخ والامراء الجنوبيين المهمشين عمداً من قبل الحكومات اليمنية السابقة ورفض السعودية دعوة النخب والنشطاء الجنوبيين المؤطرين ضمن الاحزاب اليمنية . ولعل هذا الامر هو ما دفع نشطاء الاصلاح وحلفائهم الى بث شائعات تتحدث عن دعوة المملكة لمشايخ وشخصيات اجتماعية حضرمية فقط وهذا الامر غير صحيح حيث اكدت العديد من المصادر الجنوبية ان هناك دعوات قد وجهت لمشايخ وشخصيات اجتماعية واكاديمية جنوبية من مختلف المحافظات لحضور هذا المؤتمر والذي اكدت المصادر انه سيكون على مرحلتين . ولا عجب من تخوف النخب الشمالية من هذه الدعوة التي يرون فيها تهديداً لمصالحهم في الجنوب في ظل تنامي نزعة التحرير والاستقلال عن الشمال عند الجنوبيين بغالبيتهم العظمى الذين استقبلوا هذه الدعوة بفرح عارم وشعورهم بأن قضيتهم ومطالبهم المشروعة قد لقيت اذاناً صاغية عند الاشقاء في الخليج . كما يعد هذا الاجتماع هو الاول من نوعه لسلاطين وامراء ومشايخ واعيان ورجال دين وقيادات سياسية وعسكرية وشخصيات جنوبية مؤثرة على الساحة الجنوبية مما يولد احساساً لدى الشارع الجنوبي ان هناك حلاً يلوح في الافق لقضيتهم من خلال دعوة السعودية لشخصيات جنوبية لم تكن في يوم من الايام مرتبطة بالأحزاب اليمنية التي على ما يبدوا انها غادرت المسرح السياسي في الجنوب الى غير رجعة وبأيادي اقليمية وربما دولية .