عندما يرتضي ( فلان او علان ) من الكتاب والمثقفين لنفسه ان يكون بيدقا او ممسحة أو سوطا او بوقا لمن يدفع له من الطغاة والبغاة واعداء الحرية والكرامة والقتلة والسفلة. هذا النوع من الكتاب غير مبال بقدسية الكلمة او شرف الموقف او نبل الهدف او صدق الإنتماء التي تجعل للكاتب كرامة وهيبة وللمثقف شموخا وكرامه ووقارا .
فاننا نقول عن هذا الكاتب او المثقف انه مخلوق رخيص وماجور لايتورع عن بيع اي شيء من اجل الوصول الى غاية دنيئة او شهرة وسخة او منفعة مادية مغموسة بالشر والرذيلة .
ولكن ماذا يمكن لنا ان نقول عن اولئك الذين ماتت ضمائرهم وتبلدت مشاعرهم وتعفنت اخلاقهم وتحجره انسانيتهم من الكتاب والمثقفين ؟
ماذا يمكن لأمثالهم ان يخسروا او ان يبيعوا ؟
وهل نتوقع ان لديهم شيئا نقيا وطاهرا سيسفكون دمه بعد البيع ؟
او ان في نفوسهم العميقة بقايا من حياء او كرامة او شجاعة كي يفرطوا بها؟
انهم لا يملكون في الحقيقة غير هذا القلم الملوث او الصوت الكريه الذي يفرز قيحا وحقدا وسعارا وشتائم واكاذيب .
هذه هي بضاعتهم الوحيدة التافهة التي يعرضونها في مواقع السقوط وجرائد الدعارة وفضائيات القي الارهابي والحزبي ..
ويحاولون بها النيل من المثقفين الحقيقيين والوطنيين الشرفاء وتلطيخ تاريخ الأحرار والأبرار والمناضلين الشجعان .
انا على يقين بان هذه البضاعة الفاسدة هي احقر من ان يلتفت اليها صوت مخلص وفؤاد صادق وخاشع يحترق عشقا ويذوب فرقا ويقطر الما على وطنه وشعبه .
وهي أقذر من أن يلوث رجل أصيل وكاتب حر قلمه النظيف بالرد عليها ..
وهي اضال من أن تحرك حجر من حجار جبل جنوبي شامخ غرس عروقه في باطن الارض الجنوبية الطاهرة.