شارك الرئيس الجنوبي الأسبق علي ناصر محمد في مؤتمر دولي أقامه معهد الدراسات الشرقية مؤسسة التنمية أكاديمية العلوم الروسية. وألقى الرئيس ناصر كلمة بعنوان (الشرق الأوسط .. متى سيأتي يوم غد؟) تناول فيها الأوضاع الراهنة في الشرق الأوسط واليمن. وفيما يلي تنشر عدن الغد نص كلمة الرئيس علي ناصر لأهميتها: مداخلة الرئيس علي ناصر محمد رئيس جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية الاسبق رئيس المركز العربي للد ارسات الاست ارتيجية الشرق الأوسط ..متى سيأتي يوم غد ؟ موسكو 72 فبراير 7102 الرئيس علي ناصر محمد النقاش بدايةً أود ان أتوجه بالشكر إلى معهد الد ارسات الشرقية ونادي الدولي " فالداي " ، التابع لإكاديمية العلوم الروسية على الدعوة للمشاركة الذي يحمل عنوانا مهماً له دلالته هو )) الشرق الأوسط في هذا المؤتمر ... متى سيأتي الغد ؟! (( أو يوم غدا.. وقبل الخوض في تفاصيل هذه الورقة أود الإشادة بدور جمهورية روسيا الاتحادية بالوقوف إلى جانب شعوب المنطقة في محاربة الارهاب، وعودة روسيا للقيام بدورها المطلوب للشرق الاوسط والساحة العالمية في تحقيق التوازن الدولي والعالمي لمصلحة شعوب المنطقة في سبيل إحلال السلام في العالم، وهو امتداد لدور الاتحاد السوفيتي ) سابقاً ( في دعم الشعوب ودعم حركات التحرر في العالم ومنها جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ) 7691م _ 0991م ( التي حظيت باهتمام كبير على مختلف الاصعدة السياسية والثقافية والاقتصادية منذ استقلالها عن بريطانيا حتى قيام الوحدة اليمنية عام 09911م. وقد شهدت العلاقات اليمنية السوفيتية خلال تلك الفترة تطوًر على مختلف الأصعدة في فترة الصراع وفي ذروة الحرب الباردة مكنها من الصمود وبناء دولة قوية مهابة في المنطقة، كما وقفت إلى جانب الأنظمة الوطنية في وسوريا وليبيا والعراقوالصومال ودعم القضية الفلسطينية والجزائر مصر ووقوفها إلى جانب شعوب العالم التي كانت تناضل من أجل التحرر من الإستعمار والقواعد العسكرية. أيها السادة جئتكم حاملاً هم بلدي اليمن الذي تعصف به الحرب منذ قرابة العامين ونحن على مشاريف العام الثالث لها .. والعراق، وليبيا والصومال وغيرها .. جئتكم من المنطقة التي اصطلح العالم عليها بالشرق الأوسط الذي كان ولاي ازل مسرحاً للصراعات المحلية والاقليمية والدولية، والتي لا تزال تلقي بظلالها على ماضي وحاضر ومستقبل هذه المنطقة .. وقد كتبت مداخلة تنسجم مع عنوان ندوتنا هذه بعنوان (نحو شراكة عالمية لتقرير مصير الشرق الاوسط ) .. لكنني آثرت أن يكون حديثي إليكم أولاً عما يحدث في بلادنا، وما آلت إليه الأمور بعد سنتين من الحرب الطاحنة لقد أودت الحرب بعشرات الآلاف من القتلى والجرحى، وشردت الملايين، سوء، إلى درجة ان تقارير المنظمات الإنسانية وخلفت وضعاً إنسانياً الدولية تشير إلى ان نحو 12 مليون إنسان يحتاجون إلى مساعدات إنسانية عاجلة من أصل 52 مليون نسمة هم كل سكان اليمن. ولكم ايها السادة أن تتصوروا حجم المأساة التي الحقتها وتلحقها الحرب بالبلد ناهيك عن تدمير بناها التحتية، وماتلحقة من اضرار بالسلم الأهلي والاجتماعي والوحدة الوطنية، كما تنذر بالخطر على أمن واستقرار المنطقة لهذا عندما أتحدث عن الأوضاع المأساوية في اليمن، وفي غيرها من البلدان العربية فانني لا أبتعد عن عنوان الندوة، بل ان هذا هو جوهر الأمر نجد حلولاً ُمستقبلاً أفضل للمنطقة دون أن لانستطيع أن نتصور لمشاكلها وقضاياها المستعصية، القديمة منها والجديدة وأولها العمل على او في ليبيا، اوسوريا، أو العراق، أو في اليمن، وقف الحرب، سوا ًء الصومال وسواها من مناطق النزاع . لا نستطيع أن نتصور الغد الذي تفترضه الندوة، للشرق الاوسط دون حل الن ازعات والحروب التي تشهدها والتي تستنزف قواها البشرية، أرس هذه وعلى وخياراتها المادية، وامكانيات النمو فيها، وتطورها المستقبلي، الأممالمتحدة، القضايا حل قضية فلسطين حلاً عادلاً وفقاً لق ار ارت كخطوة نحو إحلال السلام العادل والدائم في الشرق الأوسط. وبعد كل هذا التاريخ من الصراع الذي شهدته وتشهده منطقة من الحروب من أجل الاستقلال والتخلص من الشرق الأوسط .. بدء الاستعمار الاجنبي، والحروب بين الجيران والصراعات الداخلية التي لم تكن بعيدة عن تأثيرات العامل الخارجي لتعميق الشقاق واشغال الشعوب إلى كل واضيف مؤخر عن التنمية لتبقى في حال جهل وفقر ومرض للحدود، بالإضافة طبعاً إلى عابر الإرهاب التي أصبحت خطر ذلك ظاهرة التحديات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. أيها السادة إذا اردنا أن تكون هناك شراكة عالمية مثمرة لحل مشاكل المنطقة، باعتبارنا جميعاً أصحاب مصلحة مشتركة في ذلك، فانني اعتقد قضايا لمعالجة كافة جازماً ان الحلول السياسية السلمية هي السبيل الأوحد المنطقة بعيداً عن وهم الحسم العسكري، ورهانات العنف، والعنف ال ُمضاد.. وانطلاقاً من هذه القناعة، وكمثال على حالة الحرب الدائرة في بلادنا، فقد أعلنت رفضي لها، وقلت ان الحرب لايمكن أن تقدم حلاً لأزمة البلد، وان على القوى المشاركة فيها تغليب المصلجة الوطنية، والاحتكام إلى لغة الحوار بدلاً من لغة السلاح، والبحث عن حلول سلمية تضمن مصالح الجميع ولعل من المناسب ان استشهد هنا بعبارة قالها اندرية جروميكو )) إني على استعداد لأن أحاور عشرسنوات بدلاً من الدخول في الدبلوماسية لعقود حرب لعشر ساعات وهي تلخص حكمة رجل تولى طويلة. ايها السادة لقد تقدمت بمبادرة لانهاء الحرب في اليمن من عدة نقاط نرى انها ما ازلت صالحة تقوم على : - وقف إطلاق النار - تشكيل لجان سياسية وعسكرية لمراقبة وقف إطلاق النار. - تشكيل حكومة وحدة وطنية توافقية من كافة الأطراف بمباركة إقليمية ودولية لفترة انتقالية يتفق بشأنها بين القوى السياسية. - تسليم السلاح من كل اطراف الصراع لوزارة الدفاع في حكومة الوحدة الوطنية. - تشكيل مجلس رئاسي بنائبين للرئيس، أحدهما من الجنوب والآخر من الشمال. - إج ارء انتخابات رئاسية وبرلمانية بإشراف دولي. - تبني النظام الفدرالي من اقليمين (اقليم شمالي) و(اقليم جنوبي) هذه النقاط تمثل من وجهة نظرنا مخرجاً للأزمة اليمنية من أجل انهاء المعاناة وقف الحرب والدمار في بلادنا تجار الحروب ويدفع ثمنها أبناء شعبنا والتي ارح ضحيتها عشرات الالاف من الابرياء، وفقاً لمخرجات المؤتمر الجنوبي الأول بالقاهرة والمنعقد في العام 2011م. ونرى أن حل القضية الجنوبية حلاً عادلاً هو المدخل السليم لحل الأزمة. ونناشد الاشقاء والأصدقاء والمجتمع الدولي بمساعدة اليمن والمنطقة للخروج من حالة الحرب وفي حل أزماتها، لأن في استقرار اليمن استقاراًر نظرا للإهمية الاستراتيجية التي تتمتع بها اليمن في باب للمنطقة والعالم، المندب والبحر الاحمر والمحيط الهندي والقرن الافريقي وجزيرة العرب .. وكذلك الحال بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط التي تتمتع بخصوصية جيو سياسية من حيث موقعها الجغرافي وامكانياتها البشرية وثرواتها الطبيعية. وبهذه المناسبة نؤكد على دعمنا لدور الاممالمتحدة بشأن حل الأزمة في اليمن والمنطقة، ونثمن عالياً جهود المبعوثين الدوليين إلى اليمن جمال بن عمر واسماعيل ولد الشيخ الذي نتمنى له التوفيق والنجاح في مهمته .