مخرجات وتوصيات ونتائج مؤتمر حضرموت الذي تم الإعلان فيه عن إقليم حضرموت تؤكد وتدلل أن الإقليم في الدولة الاتحادية عبارة عن دولة داخل دولة ، أو أن كل إقليم دولة مستقلة يحق له الانسحاب من الدولة الاتحادية وينفصل في حالة إذا رأى أو وجد إن هناك مخالفات وعدم التزام بشروطه الخاصة بأقليمه ، والحقيقة ان الأقليم في الدولة الاتحادية هو جزء من الدولة وليس دولة داخل دولة ، فتشكيل الدولة الاتحادية اليمنية تضم أقاليم يمنية تنطبق عليها شروط ومحددات عامة تعدها الدولة لكل الأقاليم وليس من حق إقليم أن يعد شروطه لوحده ويعلن نفسه حسب مزاجه ، والأمر ان انسحاب اي اقليم من الاتحاد كما قاله مؤتمر حضرموت يدل على اننا لم نشكل دولة اتحادية يمنية ، وإنما شكلنا اتحاد يضم عدد من الدول وكأننا في الاتحاد الأوربي او الولاياتالمتحدةالأمريكية . ماذا يعني ان كل إقليم ينحصر التعليم لابناءه والوظائف والمراكز الإدارية والوظيفية شاملة شمولاً كلياً لابناءه فقط ، ولديه جيش خاص به ، ولا يحق للرئيس الاتحادي التدخل بصلاحياته ، و.... و..... و..... الخ . ولم يتبقى إلا العملة التي لم يتضمنها نتائج مؤتمر حضرموت ، وكأنه تم تأخيرها إلى بعد انسحاب إقليمهم من الاتحاد وبعدها يتم طبع عملة حضرمية خاصة بدولة الإقليم الحضرمي المستقل !! بدون جيش موحد لن يكون هناك يمن اتحادي ، فالجيش لا يجب ان يكون خاضع لمزاج مؤتمرات الأقاليم ، إذ ينبغي أن يكون الجيش منظومة وطنية مستقلة مبنية على أُسس الوحدة الوطنية اليمنية الشاملة ومختلطة بكل أبناء اليمن ، فهناك شئ اسمه حماية اليمن وليس حماية الإقليم ، وهناك أمر اسمه خدمة الوطن اليمني وليس خدمة إقليم زعطان او إقليم فلتان . على مستوى الجانب العسكري نجد ان إقليم حضرموت ركزوا على المزايا التي يجب منحها لهم داخلياً وتجاهلوا الواجبات التي يجب عليهم القيام بها نحو الدولة الاتحادية ، فهم يريدون ان تكون لهم المناصب العسكرية ويريدون جيش حضرمي كالنخبة الحضرمية ، متناسين أنهم في هذه الحالة غير قادرين على حماية إقليمهم لو اعتمدوا على جيش خاص من أبناء حضرموت فقط ، بينما يجب عليهم في هذه الحالة أن يقوموا بتجنيد نسبة خاصة من أبناء إقليم حضرموت متساوية مع نسبة كل إقليم آخر للمشاركة بها في الجانب العسكري للدولة الاتحادية ، كنسبة كل اقليم في تشكيل الحماية الرئاسية وأمن عاصمة الدولة الاتحادية ان كانت صنعاء او عدن التي تم وضعها تحت طابع خاص . بينما تجاهل أبناء حضرموت ان طلبهم لمنطقة عسكرية خاصة بإقليمهم وتكون قياداتها حضرمية فإنهم عاجزون عن رفد تلك المنطقة بالعدد المطلوب لتشكيل ألوية عسكرية تلبي قوام تشكيل المنطقة العسكرية ، فالكثافة السكانية القليلة عاجزة عن تغطية كل المكونات العسكرية وهذا سيجعل أبناء حضرموت غير قادرين على حماية أرضهم وغير قادرين على القيام بالنسبة العسكرية للدولة الاتحادية ، وغير قادرين عن الاستغناء عن أبناء الأقاليم الأخرى في الجانب العسكري . أذا كان الشرط منطقة عسكرية واحدة وقيادات الجيش كلهم من حضرموت ، فيجب على أبناء حضرموت ان يجعلوا كل جنود الألوية العسكرية للمنطقة كلهم من أبناء حضرموت ، مالم فإنه من غير المنطقي او المقبول ان يكون قائد المنطقة العسكرية ونوابه حضارمة ، وقادات الألوية حضارمة ، وقادات الكتائب وكل الضباط حضارمة ، وجنود المعسكرات من أبناء إبوتعز ، فنحن أبناء إقليم الجند لسنا عبيد لأحد ، واذا أردتم المساواة في الجانب العسكري فإنه يجب على أبناء اقليم حضرموت ان يأتوا بنسبة من جنودهم للخدمة في اقليم الجند ، مالم فإن راتب الجندي العسكري من أبناء تعز او إب يجب ان يكون عشرة أضعاف الجندي الحضرمي إذا قام بواجبه في إقليم حضرموت . الأقاليم في الدولة الاتحادية هي منظومة تعمل بشكل موحد وكل منها يكمل الآخر ، فهي جزء من دولة وليست دولة داخل دولة ، وبدون جيش موحد لن تكون هناك دولة اتحادية .