أولا وقبل كل شيء يجب أن يفهم ل فرد بان حقوق الشعوب تنتزع انتزاعا ولا تهب ، تنتزع بالكفاح المسلح أو السلمي لكنها لا تهب ، وعلى أساس هذا المبدأ يمكن الحديث عن القضية الجنوبية الآن في محاولة أو إضافة متواضعة تسهم في تشخيصها أو على الأقل طرح ملاحظات حقيقية يستفاد منها في تقارب الأطراف الجنوبية المختلفة، ويجب أن تعي جميع المكونات والفصائل والجماعات الجنوبية بان يجب إن لا يصل الأمر مهما كانت الخلافات إلى توجيه البندقية ضد بعضهم من خلال وضع ميثاق شرف جنوبي كما كان ميثاق شرف الفصائل الفلسطينية المختلفة أيام (الشهيد ) ياسر عرفات والذي لم يخرقه سوى العميل الإسرائيلي أبو نضال أو (بندقية للإيجار) كما أطلق عليه الكاتب الفرنسي(باتريك سيل) كعنوان لأحد الكتب!؟ ونحن هنا لا نعتقد بان هناك بندقية جنوبية عميله لأي جهة سوف تطلق النار ضد الجنوبيين مهما كانت الإغراءات !؟ أما بالنسبة للكتابات والتنظيرات التي تنشر للسياسيين الجنوبيين وبعض المهتمين في المسائل التنظيمية لإيجاد مكون جامعا وحيدا لجميع الفصائل الجنوبية يكون المرجع الأوحد للعبور بالقضية الجنوبية إلى بر هادئ مش عبد ربه منصور هادي فلا يحتاج للكثير من العناء، ولكنه يحتاج للكثير من الخوف بواسطة سؤالا واحدا وهو إلى أين سوف توصل مواجهة الأخ الجنوبي للأخ الجنوبي الأخر؟ الكتابات التي تعرض (ولا أتحدث هنا عن أوراق عمل تنظيميه مع أن بعضها لا يليق ) !؟ تلك الكتابات التي نتابعها في هذا الخصوص إما أن تكون في سطحيتها ساذجة تغفل الكثير من القضايا وإما إن تكون خطابات ثورية فارغة بكلمات عاطفيه عاصفة لا يعي كاتبها معاني بعض الألفاظ إلي يقوم بصياغتها ( لكي يرضي غروره هو لا أن مرضي ضميره) كما قال الشاعر نزار قباني والبعض جمع لما حدث من الوثائق والقرارات التي (لاتسمن ولا تشبع من جوع) وتمنيات للقادم الجميل ...!؟ بدون نضال حقيقي لذلك إن مشكلتنا في الجنوب واضحة وتنقسم إلى شقين الأول الارتهان للخارج ، والشق الثاني هو عدم النضج الوطني أو بمعنى أكثر وضوحا (للجملة ) عدم الخوف على الجنوب من الانجرار إلى الاسواء خاصة من قبل القيادات (كبيرة السن) !؟ (المنتهية الصلاحية) جسديا وعقليا وحتى أخلاقيا!؟ والتي تدفع إلى ظهور مجاميع وميليشيات مسلحه تتحدث باسمها وتحسب كثقل لها تعي أي تقارب يؤدي إلى وحده حقيقة للجنوبيين !؟ ولا يبتعد الحال بالنسبة للقيادات الثورية الميدانية المسلحة وكذا بعض قيادات الحراك الجنوبي السلمي عن ذلك فالجميع مع الإجماع الجنوبي والدعوة للتخلي عن الأنانية في هذه المرحلة الثورية والالتفاف وراء قائد رمز (يجب أن يكون (إنا) !؟ جميعهم يتحدثون بهكذا منطق !!؟؟. وذلك هو ما دفع إلى التخلي عن إسناد المجلس الانتقالي الجنوبي الذي شكل الأساس (العمود) الذي سوف يلتف حوله الجنوبيين وتفاءلنا كثيرا بمباركة الأستاذ البيض للمجلس وكنا نتوقع مثل ذلك من الأستاذ علي ناصر محمد وحسن باعوم وسالم صالح محمد وجميع القيادات (التاريخية) !؟ الجنوبية لنجتاز به مرحلة الثورة ومن ثم نذهب إلى الديمقراطية والرؤى المختلفة للنهوض بالجنوب في كافة مناحي الحياة الاقتصادية أولا والسياسية والاجتماعية.... ولكنهم أعادونا إلى الاختلاف مجددا كما كان يحدث عندما يختلف مكون الأستاذ علي سالم البيض ومكون الأستاذ حسن باعوم على مكان إقامة الفعالية ويصل الأمر بينهما إلى الصدام المسلح، والمؤسف أن تلك الفعالية ضد نظام المخلوع صالح هي فعاليه سلمه ..!؟ ومع ذلك هناك القليل من القيادات الجنوبية الذين يخشون على الجنوب أكثر من أرواحهم ولديهم سعة أفق للاتحاد مع الجنوبيين في مرحله الثورة مهما كانت الخلافات مثل الأخ احمد عمر بن فريد وغيرهم الألف ، من الذين يدعون للالتفاف حول المجلس الجنوبي وقائده ورغم إني لم أقابل عيدروس الزبيري ولا انوي ذلك كما إني اشعر بان نائبه هاني بن بريك ضيق الأفق بطريقه تلامذة الوهابية وأيضا لا استسيغ كتابات لطفي شطاره وقد انتقدته قبل أكثر من عشر سنوات في صحيفة الثوري ولكن ذلك لا يمنعني من أن أكون مؤيدا لهم بكل قوة بسبب أنهم يعملون لخير الجنوب وأهله وهذا يكفي ويزيد!؟ أما القيادات الإخوانية الجنوبية منهم كما قال أمامهم حسن البناء (لا هم أخوان ولا مسلمون) وذلك عندما قامت مجموعه منهم بتنفيذ عمليه اغتيال فتبرءا البناء منهم!؟ الإخوان المسلمون الجنوبيون تتلبسهم حالة التزام شديدة بأجندة جماعاتهم تجعل من العوام يتساءلون عن ماذا تمسك عليهم الجماعة من أدله تجعلوهم لا يرفضون الأخطاء في طروحاتهم الجماعة أقلها .. اقلها عدم وقوفهم ضد عودة الكهرباء إلى الجنوب كما (تلاكع ) القيادي الجوثي أبو رأس قائلا لو عادت الكهرباء لعدن لسلمنا الشرعية صنعاء!؟ وللأمانة معضلة قيادات أفراد حزب الإصلاح من الجنوبيين واقعه فيها أيضا القيادات الجنوبية الثورية المسلحة في صفوف قوات التحالف خاصة ما يسمى قوات الحزام الأمني التي لا تنقد إي أخطاء تصدر من قياداتهم الخارجي!؟ لنتحدث قليلا بصراحة صحيح أن بلادنا الجنوب العربي من المهرة مرورا بحضرموت وشبوة وأبين والضالع ولحج وحتى عاصمتنا عدن ليس فيها جمال تلال وبحيرات سويسرا ولا انهار أوروبا و البرازيل و حتى نيل مصر أو أشجار غابات وسط أفريقيا ولا يكسو البياض جبال مناطقنا مثل ثلوج موسكو ولا توجد ناطحات سحاب منهاتن أو برج خليفة أو مدينة جميرة في مدننا ولا يحصل المواطن على مساعدات الإعانة المالية الحياتية كما يحص الفقراء في أمريكا أو المانيا وليس لدينا مدارس ولا جامعات طوكيو، ولكن الله حبانا بموقع جغرافي مهم وسط بحار قارات الأرض وشيئا من النفط يكفي حاجتنا وأكثر يريد لصوص من جيراننا استنزافه بمسمى أكل الزمان عليه وشرب وهو (الوحدة اليمنية)!؟ ذلك جنوبنا الذي نحبه كما هو ويجب أن نخاف عليه ونحفظه في مآقي عيوننا هذه الحقيقة إذا فهمها السياسي العجوز الذي يعيش في الخارج بترف أمراء النفط والذي إذا فهمها الثوري الذي يبحث عن الثروة بغفلة من الناس والذي لا يعي معنى وعمق الدولة وإذا فهمها المواطن الذي لا يحمل رؤى سياسيه ناضجة والحراكي الذي خرج يواجه أسلحه القمع (اليمني العفاشي) بصدره العاري وهو لا يفقهه من السياسة سوى أن الجنوب حبيبه كما خرج أكراد العراق وتوحدوا خلف القائد مسعود برزاني ورموا عرض الحائط بجميع الاعتراضات والمناشدات والتهديدات لمنعهم من تحقيق حلمهم بالانفصال عندما نفعل مثل الأكراد سنحقق الحلم رغما عن عفاش وحزب الصلاح وجماعة الحوثي وعلي الأحمر والقرارات الدولية والإقليمية ...!؟ (اللهم ارشد أبنائنا وإخواننا من السياسيين والعسكريين والمتقرصين وحبب لهم جنوبهم إنهم قوما لا يفقهون اللهم آمين). ما قلنا هنا ليس حذقه للظهور الإعلامي أو موعظة في الهواء بل هي حب للإسلام استنادا للمقولة التي تقول حب الأوطان من الإيمان.