في مقال نشر للكاتب الفيلسوف أنيس منصور مقال كتبه في صحيفة الشرق الأوسط بعنوان (انها القوة.. في كل مكان ) كتبه قبل وفاته بشهر واحد فقط و مع اندلاع ثورات الربيع العربي في تونس وليبيا و اليمن وتحدث في سياق هذا المقال عن (القسوة ..انها في كل عين.. وفي كل كلمة. وفي كل لمسة .وفي كل وعد وكل ووعيد. وقال لقد أصبحت الدنيا غابة من الأسمنت المسلح .وأصبحت انياب الناس مسدسات. وكلماتهم مفرقعات .وأفكارهم عصابات.. والحب حربا..والحرب حبا..والدنيا كالآخرة.. ) ولعل المفكر أنيس منصور أراد منا ومن الناس والقادة العرب ان تعيد إلى رشدها وان الموت والقتل ليس هو الحل وبدل من البحث عن وسائل للموت والقتل لماذا لا يبحث الناس عن وسائل للحياة والسعادة والخلق والإبداع في ركب الحضارة والتقدم نحو الافضل نحو حياة تحفظ الإنسان حقه في العيش بكرامة وأن الموت والحياة بيد الله وحده لأغير.. ولكل أجل كتاب. ويقول الله تعالى (ومن قتل مؤمنا متعمدا فجزؤوه جهنم خالدا فيها .وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاب عظيما ) وأضاف المفكر أنيس منصور ايضا(ماالذي يريدوه الناس.. من الناس. لاشئ الا أن يموتوا .. ولماذ لايريد الناس أن يعيشو..وأن يتركو غيرهم يعيش .. ) وكأن هذا المقال الذي سبق نشره أحداث اليمن وماتلاه من حروب أراد أن يحذرنا ما نحن قادمين إليه ولعل ما يحدث في هذه الفترة من الزمن وفي بلد مثل اليمن أصبح القتل والموت هي لغة الحوار بين الناس ولا يستطيعون الحياة بدون قتلهم لبعض و في كل يوم بل في كل لحظة يموت الناس بسبب وبدون سبب وأكثرهم من دون سبب. ولايعرف. لماذا قتل .اومات. ومن قتله ولماذا قتله ..وأطلاق النار تسمعه طوال الليل والنهار ملازم لنا حياة مليئة بالخوف والحذر وفي كل لحظه وثانيه وأنت تمشى على رجلك او في السيارة تسمع أصوات الرصاص. وحين تسأل يقال لك. زواج في مكان ما . او شجار في شارع ما ..
.وما حدث في اليومين الماضين في عدن بين قوى المجلس الرئاسي والحزام الامني دليل واضح ان لغة الحوار بين الحكومة ومن يعارضها غير موجود وان القتل والموت هو سبيل الناس في اخذ الحقوق وهل يجب التضحية وقتل الناس لأجل كم شخص في الحكومة .لماذا؟ لم تقدم الحكومة استقالته لأجل حفظ دماء الناس وحتى لو ان هذه الحكومة افضل حكومة وعملت بما يرضى الله .هل يجب ان تسال الدماء وتموت الناس حتى تقال الحكومة..عادة الحكومات تتغير بين فترة واخرى ويبقى الناس .
في يوم لم استطع أن اكلم جار لنا أن ابنه يرمي الزبالة في وسط الشارع وأمام منزلي أخاف أن يغضب ويخرج لى سلاح.. وقبل يومين من سفري كنت خارج من منزلي وإذا مجموعة من الاشخاص من الجيران يتعاكون. وكل واحد منهم اخرج سلاحه وبدا يشحن السلاح في وجه جاره .والسبب ان طفل ذا ضرب طفل ذا. ولولا لطف الله وستره وتدخل الناس الطيبين بينهم بالعقل والحوار لكانت مجزرة وقبلها بيوم طفل صغير يلعب في الشارع تستقر رصاصة طائشة في رأسه ولا يعرف من غريمه الرصاص يتساقط علينا من كل مكان وأنت في بيتك وأنت تمشي في الشارع وأنت في السوق لا يوجد امان انت معرض للموت في أي لحظة لماذا ؟. إذا لغة الحوار انعدمت بين الحكومة ومعارضيه فكيف بالناس مايعمله الناس في الشارع بحمل السلاح واطلاق النار على المواطنين الامنين ..ان الحكومة قدوة الناس التي افتقدت ان تكون. قدوة حسنة للناس ومثال طيب الا أن ذلك لم يحصل وما عسى أن نقول إلا ما قاله خليفه المؤمنين عمر بن الخطاب (أشقى الولاة من شقيت به رعيته )