ارتفع منسوب الحماس في نفوس الجماهير وعيدروس يتهدد ويتوعد الحكومة إن لم ترحل ومعها القوات الشمالية ويمنحها مهلة لمغادرة الجنوب وإلا ... وكنا نعلم علم اليقين من أن هذه زوبعة في فنجان .. وهي ذات دلالة قاطعة بأن الرجل يبني مواقفة على أرضية تنقصها الخبرة وتنعدم حيالها الحنكة ولو في حدها الأدنى . وهنا نتوجه إلى أصحاب الطبول التي ما برحت تدق بلا هوادة ودون ذرة من خجل ، ونقول لهم إلى متى والحماقة تركبكم وأنتم لا ترون أبعد من أنوفكم .. متى كان الفانوس جهبذا في السياسة ؟ ومتى أثبت لكم بالدليل موقفا ينم عن دهاء وفطنة ؟ رجل يسير وفق توجيهات الهدف منها ترويض المارد الجنوبي الذي يحمل قضية عادلة ويجترح الصعاب لضمان حريته ومستقبل أجياله اللاحقة . الزبيدي لعنة الجنوب كما أوضحنا هذا في مقالات سابقة ، وموقفنا منه ليس له علاقة لا بالمناطقية ولا بالمصالح التي يلهث وراءها البعض بجنون غير مسبوق . وما زلنا ندق ناقوس الخطر مما نترقبه من مجلس يسير بعصى الأعمى ويتلمس طريقه بلا هدف . انتهت مهلة الزبيدي ، وتوافدت شخصيات وأقوام شمالية إلى الجنوب ، وبن دغر يلوح بمعاقبة مثيري الشغب ومقلقي السكينة حد وصفه ، ويشيد بشهداء الواجب الذين سقطوا للدفاع عن حرم البلاط . ما الذي يملكه الفانوس سوى ابتلاع لسانه والتزام الصمت ! أما الجماهير المصفقة فستعود للترقب بكل ما تكتنفها من حيرة وذهول ولها رب اسمه الكريم .