لأنه انتصار قام على قانون القوة "الحرب" استمراريته ارتبطت بإرهاب البطش المتواصل, عكسه, قوة الحق الجنوبي تمكنه من الانتصار على رهاب الخوف، عزز اندفاعه روح النصر التي أطلقتها الوقفة التاريخية لحركة التصالح والتسامح مدماك الوحدة الوطنية الجنوبية بابها صورها, مقدمات أطلقت حراك تحرري سلمي قوى من العاصمة "عدن" منه لكل الجنوب, حكاية يكاد يحفظها عن ظهر قلب كل المهتمين, ما يؤرق حقا تعثر "الحراك" من الوصول لغاياته المنشودة, رغم كل تلك التضحيات الرائعة التي قدمها شعبنا ؟!. ما لدينا من شواهد تؤكد إن عدم انتصار "الحراك" ليس لأسباب تكمن بقوة نظام 7/7، لان التاريخ سبق سجل انتصار الأمة الجنوبية على الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، مما يرجح إعادة الأسباب لخلل داخل الحراك ذاته, حالة تبرر الحاجة الماسة لمساهمة كل الخيرين والحريصين عليه للبحث الجاد عن مكامن الخلل أين؟!. كل المؤشرات تظهر إن الخطاء بداء من نقطة إزاحة الحراك للأرياف ومغادرته ساحات العاصمة "عدن", موقف عزز حظوظ تقولات إعلام صنعاء إن ما يحدث مجرد احتجاجات مناطقية لمتضررين خسروا مصالحهم، ما يؤسف له بعد ذلك إن الحالة تطورت بسبب روح الأنانية والذاتية مكرسة عمليا تهميش وإقصاء كل الجنوب, تحديداً الابهات المتعمد للدور القيادي المفترض والمطلوب لحضرموت العمق والموروث التاريخي للجنوب وخزانه البشري, مما يتطلب البدء فوراً بمواجهة شاملة للذات بشجاعة لاستعادة وهج الحراك كما كان عليه الحال عند خط البداية.
صحيح المصارحة مؤلمة بعض الشيء لكنها تظل ضرورة لتطهير الجروح على طريق التئامها النهائي للذهاب معا نحو انطلاقة جديدة, عمليا تباشير ترجمتها تبدأ بإعادة الاعتبار لمناضلي خط البداية اللذين أقصاهم نزق المؤلفة قلوبهم تسابقا على منصات الخطابة ومسميات بعض "دكاكين وأكشاك" تتفيد نضالات الاخرين, صحوة ضمير كهذه نجاحها مرهون بانطلاقته من العاصمة "عدن" محمولا على زخم "الحضرمة" هوية كل الجنوب من حوف شرقا إلى بوابتيه الغربية "الضالع" و"كرش". مسألة ليست معقدة إن صدقت النوايا, خاصة بعد اتضاح حقيقة الصراع انه يتمحور بجوهرة حول "الهوية", فمن لا يزال رهينة لمربع "اليمننة" تظل خصومته مع سلطة صنعاء سياسيا بتالي لا علاقة له بالحراك التحرري الجنوبي, أما إشكالية مصطلح "الجنوب العربي" إذا أخد ببعده الجيو- سياسي للكيان المقام شكلا في 10 فبراير 59م فقد أسقطته ثورة 14اكتوبر والتفاف جماهير الحراك حول علم دولة تلك الثورة, ما يثير التحفظ أخذه كمصطلح جهوي حيث يمكن إن تتسلل إليه "اليمننة". لكل تلك الأسباب وأخرى يأتي اهتمامنا بقضية "الحضرمة" كهوية نقيضه "لليمننة", اعتبارا منا إن "الحراك" ليس حركة مطلبيه أو سياسية بل حركة تحرر وطني على أساسه تحتل مسألة الهوية أهميتها القصوى.