أصدر الأستاذ عبد الله محمد سعد شَمْل الحَبِيلِي ، مدير مكتب التربية و التعليم بمديرية الحوطة بمحافظة لحج حديثاً قراره الإداري الجديد ، الذي قضى بتكليف الأستاذ التربوي القدير عادل محفوظ عوض باطاهر ، رئيساً لقسم الجودة و الاعتماد المدرسي بمكتب التربية و التعليم بمديرية الحوطة بمحافظة لحج . و شَدَّد التكليف على أن يُعمل به من تأريخ صدوره و يُلغَى أي تكليف سابق بالشَّأن نفسه .
و الأستاذ عادل محفوظ عوض باطاهر ، يُعَد واحداً من التربويين المخضرمين ، في مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج و حاضرتها ، المشهود له بدماثة الأخلاق ، الكفاءة و الاقتدار و النزاهة و الأمانة في العمل ، و تمتعه بالثقافة العامة العالية جِدَّاً ، و يمتاز عن الغير بسعة الصَّدر و الوقار و معالجته للأمور الاجتماعية الشائكة بحكمة و رَوِيَّة تندران وجودهما عند الآخرين من أقرانه المعلمين ، و يُشار إلى تواضعه الجَم ما بين أوساط طلابه و زملائه و الناس كافة بالبنان .
الأستاذ عادل محفوظ عوض باطاهر ، من مواليد مدينة الحوطة بمحافظة لحج ، في تأريخ 18 أبريل " نيسان " 1970 م ، تخرَّج في كلية التربية بمدينة صَبِر بمديرية تُبَن بمحافظة لحج جامعة عدن ، تخصص في مادة " الاجتماعيات " ، حاملاً من الكلية شهادة الدبلوم في العام 1994 م ، في تخصصه ، و في العام 2000 م ، تحصَّل على شهادة البكالاريوس في التخصص عَيْنَه من جامعة عدن كلية التربية بمدينة خور مكسر بالعاصمة عدن ، و التحق بسلك التربية و التعليم في شهر نوڤمبر " تشرين الثاني " 1994 م ، و ذلك مُعلِّمَاً في مدرسة " الجدعاء " بمديرية رَدفَان بمحافظة لحج ، و عمل فيها بكل اقتدار و تفانٍ و نال و لله الحمد تقدير الجميع في المدرسة ، ثم انتقل بعد ذلك إلى العمل في مدرسة " 26 سبتمبر " ، بمنطقة الخِدَاد بمديرية تُبَن بمحافظة لحج ، في العام 1997 م ، و ظل فيها مُعلِّمَاً لمدة سبعة أعوام و خلالها استحوذ على تقدير أهل المنطقة نفسها كذلك ، و انتقل عقب ذلك إلى مديرية الحوطة بمحافظة لحج ، في العام 2003 م ، مُعلِّمَاً في مدرسة الفقيد " محمد عبد الله النِّعج " للتعليم الأساس للبنين ، لغاية صدور قرار تكليفه مُديراً للمدرسة ذاتها ، في ال 7 من نوڤمبر " تشرين الثاني " 2016 م ، و ذلك باختيار من الطاقم التدريسي عَيْنَه للمدرسة و إجماعه على شخصه ، لما يحظى به من سمو الأخلاق و حُسن معاملته اليومية مع جميع أفراد الطاقم ، و ذلك حتى اتخاذه قراره بتقديمه استقالته من إدارته للمدرسة و تسليمه لها في ال 19 من فبراير " شباط " 2018 م .
و انضوى الأستاذ عادل محفوظ عوض باطاهر ، تحت رايات دورات تدريبية إنعاشية عِدَّة في مادة تخصصه " الاجتماعيات " ، كما كان أحد المُنتمين إلى الدورة الخاصة المُكَرَّسَة : " حول ثَقَافَة الحِوَار و بِناء السَّلام " ، و كسب فيها إعجاب الجميع ، لما له من خبرات و معلومات في مادة " الاجتماعيات " و نَقَل مفاهيمها وقتها إلى الدورة نفسها ، و أهَّلَه ذلك إلى أن يظفر بإعجاب و تقدير المُدَرِّبِين و جرى إفساح المجال له منهم ليكون في مُقَدَّمَة المُتَدَرِّبِين و صدارتهم ، و خطف إعجاب إدارة التوجيه التربوي على مستويي محافظة لحج و مديرية الحوطة ، و انضم شخصه إلى فِرَق إدارة التوجيه التربوي في مكتب وزارة التربية و التعليم بالمحافظة ، إلَّا أنه وقتها فَضَّل خدمة تلاميذه من داخل حُجِرَات الدِّرَاسَة ، لما يتمَيَّز به من محبة طلابه و تقديرهم له و إجماعهم على كفاءته و إمكاناته اللَّا محدودة في تَلَقِّي التحصيل العلمي الوافر و الحقيقي لهم على يديه في المدرسة .
و أُسْرَة الأستاذ عادل محفوظ عوض باطاهر ، من الأُسَر الحضرمية المُثَّقَفَة العريقة ، التي قَطَنَت مدينة الحوطة عاصمة سلطنة لحج و حاضرتها ، إذ أتى إليها في هجرة داخلية والده الفقيد الفاضل محفوظ عوض صلاح باطاهر ، يرحمه الله و يطيب ثراه ، من مدينة تريم الغَنَّاء بمحافظة حضرموت ، في استهلالة عقد الخمسينيات من القرن الميلادي الفارط العشرين ، ساكناً فيها و صائِغَاً حِرَفِيَّاً بإتقان لمهنة صناعة الذَّهَب و صياغته و تشكيله و تزيينه و بيعه للزبائن و تاجراً أميناً فيه يُشار إليه بالبنان بذكره الطَيِّب حتى يومنا هذا و إلى أن يرث الله الأرض و من عليها ، و عمل ذلك كله من أجل سُكَّان مدينة الحوطة بمحافظة لحج ، و والد الأستاذ عادل محفوظ عوض باطاهر ، أيضاً هو أول من أدخل هذه المهنة بمكانتها الاجتماعية العليا إلى " حَوطَة لَحِج " ، في مفتتح خمسينيات القرن الميلادي الماضي ، و هو أول من افتتح فيها مَحَلَّاً خاصاً بها ، وتُنسَب أساساً و أصلاً إليه فقط دون سواه في المدينة مهنة صياغة الذَّهَب ، و توارَثَه في الحِرفَة أبناءه و منهم الفقيد الاجتماعي المَرِح الكبير الحاج فؤاد محفوظ عوض باطاهر ، يرحمه الله و يطيب ثراه شقيق الأستاذ عادل الذي اُنتُقِل إلى جوار ربه في تأريخ الموافق 15 أغسطس " آب " 2016 م ، بعد معاناة مريرة و صراع شديد مع مرضٍ عضال ألم به ، فيما الآخرون من التُجَّار الحاليين المعروفين في لحج للذَّهَب و صياغته ، قَلَّدُوا أُسرة " محفوظ عوض صلاح باطاهر " في هذه الحِرفَة و امتهانها بعد إدخالها لها إلى لحج من حضرموت ، و أُشتُهِرَت هذه الأُسرة الفريدة " آل باطاهر " بأخلاقها الطَيِّبَة الدائبة و الذِّكر الحسن الدائم ، و تخصصها في صياغة و تجارة الذَّهَب ، و شُهرتها في مهنتها و هي منتشرة في أرجاء الوطن كله ، و لا سِيَّمَا في : حضرموت ، و عدن ، و لحج ، و في الخارج كذلك مُمتَدَّة و مُتَشَعشِعة في كل أصقاع العالم .
و الإدارة العامة للجودة و الاعتماد المدرسي ذاتها ، بوزارة التربية و التعليم في بلادنا ، اُسْتُحدِثَت أخيراً في العام 2013 م ، ضمن الهيكل التنظيمي الجديد للوزارة ، بغية تطوير مستوى التعليم و تنميته للبلوغ به المراتب العليا ، وفق مبادئ الشفافية ، و ترسيخ المساءلة ، و تطبيق المعايير القياسية ، و تحقيق الوزارة لجودة التعليم و رقابتها على أدائه بتصديها فيه لكل أشكال الفسادين المالي و الإداري ، و تكريس الأنظمة و تعزيز اللوائح لإحراز المؤسسة التعليمية جودة التعليم ، و الاهتمام بالمدرسة و توفير الدعم اللازم لعملية التعليم و التعلم ، و نشر ثقافة الجودة لدى القيادات التربوية و الإدارية و المعلمين و الطلاب و أولياء أمورهم ، و رفع مديات التدريب للمعلم و ارتباط التدريب بدعم و مساندة المنظمات الدولية ، من خلال قيام وزارة التربية و التعليم بالتنسيق مع عدد من الجهات و المنظمات الدولية الداعمة للتعليم في اليمن لتوفير بعض التمويل اللازم لتنفيذ النشاطات الهادفة تحسين التعليم و تجويده بشكل عام ، إلا أن هذه الخطوة لها تأثيرها المحدود في عملية تحقيق الجودة في التعليم نظراً لاقتصار دعم المنظمات الدولية على عدد بسيط من المدارس مقارنة بالعدد الإجمالي الذي يزيد عن 17,000 مدرسة بالجمهورية ، و لتوقف عمل المنظمات الدولية الداعمة لعملية التعليم في اليمن نتيجة الأوضاع السياسية و العسكرية و الإنسانية الراهنة ، التي تمر بها البلاد ، و تتعدد الأدلة الصادرة من وزارة التربية و التعليم في ما يخص جودة التعليم بناءً على طبيعة عمل المنظمات الداعمة لعملية التعليم ، إذ يتطلب في بعض الأحيان إعداد دليل للمدارس التي تشرف عليها كل جهة بصورة مستقلة ، و التركيز على جوانب دون أخرى ، كما أن تقارير عدد من المنظمات الدولية تشخص الحال المتردية التي يعاني منها التعليم في اليمن ، و منها تقرير معهد البحوث و التعاون الدولي في اليابان في العام 2013 م ، الذي أشار إلى أن مخرجات التعليم في اليمن ذات جودة منخفضة مقارنة بتسع دول مشابهة لليمن في وضعها الاقتصادي من بينها مصر ، و الأردن ، و تونس ، ليس في مجالي العلوم و الرياضيات فقط بل و في مرتكزي القراءة و الكتابة أيضاً ، و أكد التقرير ذاته أن ذلك يعود إلى : عدم الشفافية و المساءلة في الموارد الخاصة بالتعليم و نشر كل ما يتعلق بذلك على اتجاهات المدارس و مكاتب التربية و التعليم في المديريات و المحافظات ، و ضعف الرقابة على حضور المعلمين و وجودهم في الفصول الدراسية خلال اليوم الدراسي ، و ضعف البنية التحتية و الموارد التي تحتاج إليها المدرسة ، و افتقار المدارس للدعم و المكافأة سواء بواسطة السلطات المحلية أو المنظمات الداعمة للتعليم في اليمن كونها المعنية باتخاذ الإجراءات الخاصة بتحسين عمليتي التعليم و التعلم و تجويدهما و تفعيل برامج الالتحاق بالتعليم ، و النقص في عدد المعلمين ، و عدم إشراك أولياء الأمور في الإشراف و المتابعة على سير العملية التعليمية ، و تركيز وزارة التربية و التعليم على التوسع في عدد المدارس و ليس على نوعية التعليم . . فيما تقرير المجلس الأعلى لتخطيط التعليم في اليمن في العام 2014 م ، نوه بوجود تدنٍ كبير في نوعية التعليم ، و وجود خلل في مستويي الأداء التعليمي ، و الخدمة التعليمية ، بكونهما لا يشكلان عاملي جذب للطلاب ، ما يؤدي إلى زيادة حجمي التسرب و الرسوب ، حتى أصبحت بعض المدارس طاردة لأبنائها الطلاب الذين لم يجدوا فيها ما يحقق و يلبي طموحاتهم .