لا يختلف اثنان على ان الوحدة اليمنية التي تحققت في يوم 22 مايو 1990 حدث تأريخي عظيم في حياة الشعب اليمني الذين جميعهم صنعوا هذا الحدث في شمال اليمن وجنوبه ولم يكن هذا الحدث محصورة صناعته في شخص او جهة ، بينما لا يختلف اثنان على ان الاعتصام خير التمزق ، والاتحاد خير من التفرق ، واللقاء خير من الفراق . معنى الوحدة اليمنية الحقيقي يكمن في ثلاثة معاني يجب ان تكون مترابطة ومتداخلة مع بعضها البعض . وحدة دولة : اي وحدة نظام حاكم ذا قانون وإستراتيجية شاملة وقوية وراسخة ومتمكنة . وحدة وطن : اي يتوحد الجميع لخدمة هذا الوطن والتنافس والتسابق في ذلك. وحدة شعب : اي يعيش الجميع متحدون متعايشون يقبلون بعضهم بعضاً مهما اختلفت انتماءاتهم الحزبية وافكارهم ووجهات نظرهم وآراءهم ، فالجميع تحت ظل قانون مساواة وعدالة يكفل لهم الحقوق ويفرض عليهم الواجبات . الدولة الشرعية اليوم بقيادة فخامة الوالد الرئيس عبدربه منصور هادي حفظه الله ، تجسد معاني الوحدة اليمنية على الأرض كوحدة دولة ووحدة وطن ووحدة شعب. تجتمع تحت مظلة الدولة الشرعية عدة مكونات ، تختلف في انتماءاتها الحزبية ووجهات النظر ، وتتفق جميعها على استعادة الدولة وتحرير الوطن وخدمة الشعب ، لتوضح للجميع ان الوحدة معناها ان يتوحد الجميع تحت ظل قيادة واحدة في شعب واحد لخدمة وطن واحد ، ومن شذ شذ في النار ، يجب محاربته وايقافه عند حده حتى لا يعرقل مصلحة الجميع ويؤثر على وطن الجميع . مفهوم الوحدة عند الانقلاب الحوثي ، هي ان يصير الشعب عبيد والسيد وحده هو الحر ، وتصير الدولة محصورة للسيد وآله هم الحاكمين والبقية محكومين ، وتصير ثروة الوطن مصادرة للسيد وحده والبقية عليهم واجبات وليس لهم حقوق . ألان أصبح الانقلاب الحوثي مكون واحد متمثل في الجماعة ولا مكونات أخرى معه ، لأن جماعة الحوثي لا تقبل احد ولا تؤمن بوجوده. كانت الجماعة متحالفة مع الرئيس السابق صالح فاختلفت معه وقتلته في منزله ، ولم يكن لجناح صالح وعائلته من ملاذ يقبلهم ويرحب بهم سوى الشرعية التي فتحت أحضانها لاستقبالهم وإيوائهم رغم أنهم لا زالوا لم يعترفوا بها ولم يقدروا ذلك الجميل . الانقلاب الحوثي لا يتحد إلا مع نفسه ولا يقبل الاتحاد مع احد من الشعب ، لأنه في الاصل لا يؤمن بأن هناك وطن للجميع وحقوق لجميع الشعب ، وهذا يعتبر مفهوم انفصال يفصل الشعب عن بعضه ويجعلهم طبقات الأعلى تأكل الادنى . ممكن ان تتحد جماعة الحوثي مع اي مكون يحمل مفهوم انفصال ، كتوحدها مع بعض المكونات التي تسعى نحو انفصال اليمن قبل قيام الانقلاب ، كون المشروع الانفصالي في اليمن اليوم يعتبر مشروع إيراني فارسي ومن يساند ذلك المشروع فاعتباره انقلابي وذراع من اذرعه إيران لا غير .