زرت مرةٍ زميل لي من عدن إلى صنعاء وأثناء جلوسنا سمعنا أذان العصر،قام زميلي من مجلسه خائفاً متوتراً قائلٍا هيا لنذهب إلى المسجد لنصلي قبل إن يأتي والدي يصرخ . ذهبنا إلى الصلاة وعقب أدائها دار الحديث فيما بيننا في البدء قلت له لماذا هذا الخوف والتوتر الذي لاحظته فيك أثناء أذان العصر والكئابة في وجهك بدلٍا من البشاشة فقال لي: عندما كنت طفلٍا كان والدي يوقضني لكي أودي صلاة الفجر ويجبرني أن أتوضىء وأذكر مرةٍ في شتاء صنعاء وفي عز البرد القارس أيقضني والدي كالعادة لكي اتوضىء، فكانت حنفية الوضوء في حوش المزرعة وأنا أتظاهر بأنني توضأت وكان والدي يراقبني من شباك البيت فأخذ حزامه وانهال علي ضرباً بلا رحمة وانأ اصرخ وأمي تتوسل إليه كي يكفّ عن ضربي.. يتابع زميلي: هذه الذكرى تعود إلي كل يوم وتعذبني ولكني أتعذب على ألام أمي أكثر مما أتعذب على ألامي. ثم قال أكره أبي ولكنني الان أنا لا أصلي لله وإنما خوفاً من والدي.
أعزائي القراء: التربية لا تثمر بالضرب المبرح وإنما تسبب الكراهية للوالدين والنصيحة المتخذة من قبلهم بعدئذ لذلك (الدين نصيحة). هناك فرق بين إن تقنع وبين إن تربي وتهدم. الأب الذي يضرب طفله ليصلي قد ينجح مرحليا بإجباره على أداة الصلاة ولكنه هل سيتحرر من سلطة والده؟؟؟
الخوف من والده ظل يطارده وأوقعه ضحية أمراض نفسية(قال رسول الله علية الصلاة والسلام:علموا أطفالكم الصلاة في السابعة واضربوهم عليها في العاشرة)،ولكن ليس ضرباً مبرحاً... والله من وراء القصد!!!