نجيب يابلي الأربعاء 4ابريل 2012م مرت الذكرى (93) لميلاد عميد الأيام المغفور له بإذن الله محمد علي باشراحيل وأسجل أسفي واعتذاري البالغين لهذا السهو لأننا في أسوأ فترة لاتشهدها هذه البلاد فحسب وانما الجزيرة العربية بأسرها.
عزمت على توظيف هذا الموضوع كحجر اصطاد بها ثلاثة عصافير وما أجمل توظيف هذه المناسبة في تذكير القارئ بثلاثة أشخاص : باشراحيل باعتباره محور الموضوع ومحمد مرشد ناجي واحمد عبده حمزة والأخيران قامتان كبيرتان في تاريخ العمل السياسي والثقافي في المدينة الدولة عدن. باشراحيل في خاطرة عن المرشدي: في سياق خواطره التي كان يودعها في (الأيام) كتب العميد محمد علي باشراحيل في 12مايو 1959م : ( محمد مرشد ناجي فنان أصيل ومبدع استخدم موهبته الفنية في خدمة العروبة والوطن واستحق لذالك إعجاب الجماهير وتقديرها له وقد سبب اتجاهه القومي الكثير من المتاعب (والمضايقات) شانه في ذالك شان كل وطني حر). نقول رحم الله باشراحيل وأطال عمر المرشدي ومتعة بالصحة ونقول لله در عدن وصحافتها وقاماتها وعصرها الذهبي في ذالك الحين وأسفا وحسرة على حال عدن هذه الأيام فقد انحدرت القيم وانفلت الأمن وأصبح الضباب أكثر كثافة والتأمر عليها أكثر قذارة ونسأله تعالى ان يحميها من كل شر. وماذا كتب حمزة عن باشراحيل: أما الأستاذ احمد عبده حمزة الشخصية الوطنية والقيادية الرابطية في فترة الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي وعضو نادي الإصلاح العربي بالتواهي كان تخرجه من القاهرة 1948م وكان باشراحيل رئيسا لذالك النادي فقد كتب في عدد الأربعاء من الأيام بتاريخ 4مارس 1993م موضوعا موسوما(الفارس الذي لم يغمد سيفه حتى بعد رحيله) تطرق فيه إلى بداية تعرفه على العميد باشراحيل في مدينة التواهي عندما التحق الأستاذ حمزة بنادي الإصلاح وتحدث عن مناقب الفقيد الكبير باشراحيل الذي شأت الظروف ان يرتقي إلى منصب نائب رئيس حزب رابطة أبناء الجنوب (SAL)وأصبح الأستاذ حمزة عضوا في ذالك الحزب العريق وارتقى درجات السلم واستقال الأستاذ باشراحيل عندما اصدر جريدة الأيام في 7 أغسطس 1958م حتى يحافظ على حياديته في وظيفته الجديدة ناشرا ورئيسا لتحرير الأيام وجريدة(ريكوردر) الناطقة بالانجليزية وكانت أسبوعية.
تحدث الأستاذ حمزة عن استقامة باشراحيل واعتزازه بنفسه وانه كريم الخلق وطيب المعشر وتميز ببشاشته وخفة دمه... نقول: رحم الله باشراحيل وأطال عمر استأذنا حمزة ومتعه بالصحة ونقول لهما معا: أبليتما بلاء حسن في واقع عامر بالفرسان والعطاء والاستقرار والنماء وأزهرت عدن وأينعت وأثمرت لأنها كانت تمثل مجتمعا مدنيا مارس حقوقه من خلال دولة النظام والقانون ومن خلال منظمات المجتمع المدني.
نقول لكما: أيها الفارسان النبيلان لن تقوم للجنوب قائمة حتى يعاد تاريخ عدن وعطائها ودورها في انسنة الإنسان وتأثير وانتشار إشعاعها إلى محيطها المحلي والإقليمي على ان تترتب على ذلك عدة استحقاقات منه رد الاعتبار لكما وتكريمكما والسير على دربكما. *عن صحيفة "عدن الغد" الورقية