تقرير/ مكين محمد منذ بداية الحرب والمواطن يمني يعاني الويلات ، فالتنقل من مدينة و مديرية الى اخرى أصبح هم يراود الجميع وخاصة المرضى والمسنين من الرجال والنساء ، الطرق والمنافذ المؤدية إلى محافظة تعز جميعها تكاد مغلقة أمام سكانها أو القادمين اليها ، ماعدا الطريق الممتد من المدينة الى العاصمة عدن , وطريق أخرى جبلية تمر عب مديرية المسراخ ودمنة خدير ، والتي يحصل فيها الكثير من الحوادث.
«حافظ بين قريته و غربته 10كم»
حافظ سرحان طالب جامعي منزله يبعد عن الجامعة 10كيلومتر ، ومع قطع الطريق المؤدية إلى قريته أصبحت المسافة اكبر من ذلك عشرات المرات ، يقول أنه كان يقطع الطريق ب20 دقيقة أما الآن فيحتاج إلى 5 ساعات حتى يصل المنزل وتصل تكلفة السفر 7000 ريال ، والتي تتوفر بقسوة شديدة ، بعد أن كانت تكاليف ذهاب وعودة حافظ من منزله الى الجامعة لا تزيد عن 500 ريال فقط ، ومسافة 10كيلومتر، مما اجبره على الاغتراب في المدينة ، والتي يصفها « المدينة العارية».
الاخ حافظ يعاني السفر بواسطة طرق مستحدثة و وعرة غير مؤهلة للعبور ، يقول أثناء سفره من وإلى مدينة تعز بسيارة صالون يصاب بانقباض في المعدة ودوار في الرأس ، إضافة إلى نقاط التفتيش التابعة لأطراف الحرب وخاصة مليشيات الحوثي التي تبث في قلوب المسافرين شبيحة الرعب حسب تعبيره ، كما أن نقاط الشرعية تزيد من معاناته وتسبب له الغثيان جراء تعاملها المستفز والذي لا يقل قذارة عن نقاط الطرف الآخر.
معاناة شاقة يتجرعها المواطنين ورغم ذلك لم تتحرك أي جهة للتخفيف من هذه المعاناة ، منظمات محلية و دولية تجاهلت قضية اغلاق المنافذ في وجه ضحايا الحرب العبثية ، إلا أن الضمير الإنساني مازال يملك نبض يشوبه أمل قادم من وجدان مجتمع الرحمة والمتمثل بفريق نسوي امتلكن الشجاعة والنضال في سبيل تخفيف معاناة مئات الآلاف من سكان محافظة تعز.
الاستاذة / شيناز الاكحلي ناشطة حقوقية وعضو فريق نساء تعز من أجل الحياة تقول الفريق يضم مجموعة من القيادات النسوية في تعز واللواتي لهن دور بارز في كل المراحل الماضية أو الحالية وذلك من خلال تلمس القضايا والاحتياجات الإنسانية والاجتماعية ، وتضيف أن الفريق بداء بالعمل في مارس من العام 2018م، وبرعاية من مركز الدراسات والإعلام ألاقتصادي, وأشارت إلى أن هذا العمل يأتي ضمن مشروع تعزيز دور المرأة في عملية السلام والأمن والاستقرار والمرحلة الانتقالية ، مؤكدة أن الفريق تلقى العديد من الدورات التدريبية والتأهيلية في فض النزاعات وإدارة المفاوضات ، وكيفية إقامة حملات مناصرة و تأييد.
وقالت أن الفريق حالياً يعمل على قضية المنافذ وضرورة فتح طرق من وإلى مدينة تعز معتبرة ذلك مساهمة في التخفيف من معاناة المواطنين وتسهيل حركة التنقل من وإلى المدينة.
الاكحلي ذكرت أن الفريق التقى بمحافظ المحافظة وتم طرح عليه فكرة المبادرة ، والذي بدوره رحب بفريق نساء تعز من أجل الحياة ، وبعظمة فكرة المبادرة. وأكدت أن المحافظ أشار إلى أن لا مانع لديه، وأكد للفريق دعمه للمبادرة ، مبررا ذلك بحاجة تعز لمثل هذه المبادرات ، وأشارت إلى ان الفريق التقى بتحالف القوى السياسية المساند للشرعية بتعز ، وكذلك بالقيادات النسائية والإعلاميين والواجهات الاجتماعية.
وأشارت إلى أن الفريق سيغادر مدينة تعز متجها نحو العاصمة عدن وذلك لمقابلة الاوتشا والتي سترعى اي اتفاق يبرم بين الطرفين فيه مصلحة للمواطن ، وقالت إن المحطة التي ستتبع لقاء الجهة الأممية سيكون الذهاب للقاء الطرف الآخر في إشارة منها إلى جماعة الحوثي وذلك لمعرفة مدى جديته في الأمر.
حرب أنهكت كاهل المواطن حتى وصل بها الأمر إلى قطع شريان الحياة وإغلاق منافذ كانت تجمع الأسر و الخلان، فتحولت الى فأس يقطع شرايين كل الأواصر ، بل صارت مصدر غربة لم تحصل على مدى التاريخ وان حدثت لم تدوم كالتي يعيشها المواطن اليمني.