في وقت كانت فيه البلد عن بكرة أبيها ملتهبة وواقعه بما فيها على كف عفريت ، تعيش وضعا غير معتاد في أحضان مرحلة خطيرة محاطة بالأزمات الطاحنة بكافة أنواعها ألسياسية والأمنية والاقتصادية من كل ناحية ومهدده بشبح الانهيار الكامل في هكذا وقت كانت شبوة المحافظة تعيش وضعا مغايرا تماما في سابقة تشهدها للمرة الأولى في تاريخها المعاصر. شبوة كانت تعيش وضعا مختلفا فبينما هناك انفلات امني بل غياب كامل للدولة ومظاهرات وحرب ودماء وأشلاء ودمار وفوضى تعم البلد بكامله تقريبا كان الثار نائما والهدو سائدا والسكينة معشعشة والأمن والأمان باسطا في ربوعها والسلام الاجتماعي مخيما على جغرافيتها في حالة أعتبرها كل من يعرف شبوة قبل ذلك استثناء جميل وتفرد رائع وربما شي غريب غير معتاد قوبل بإعجاب واستحسان الجميع وفي طليعتهم أبناءها أنفسهم قبل غيرهم. طبعا كان عام 2011م من أجمل وأروع الأعوام في تاريخ شبوة قاطبة لا لشي إلا لأنها ووفقا لحقائق وشواهد المراحل السابقة الكثيرة تجدها المتواجدة الأولى دوما في قلب كل الإحداث ومغروسة في جسد الأزمات ومنهمكة في موجات الصراعات والحروب . ولأن دوام الحال من المحال فاليوم عندما هدأت وتيرة الصراع وتلاشت ألسنة لهب الأزمات وتبددت مخاوف شبح الانهيار وبدأت رياح الاستقرار تهب بأستحيا شديد وبطء أشد على جسد البلد المنهك وعندما لامست مراهم الشفاء جرحها الغائر أي عندما خرج الجميع من مسرح الأزمة أكرر الجميع المنتصر والخاسر معا عادت شبوة إلى المشهد الذي غابت عنه على مدى عام ونيف . عادت شبوة إلى سابق عهدها وعاد شبح الثار مطلا برأسه من نافذة أمنها وأمانها (المؤقت) مهددا مساحة السلام الاجتماعي الزمنية التي سادت عام ثم بادت بالزوال من ذاكرة المواطن الشبواني الذي أستشعر لأول مرة منذ عام 90م نعمة الأمن والسلام والاستقرار . فمع انهماك الكل في التحضير لاستقبال شهر رمضان المبارك وانشغال الجميع في حيص بيص صعوبة توفير كامل متطلباته والانهماك في رسم خريطة طريق مروره من عقبات الهم اليومي وتجاوز أشواك صعوبة مستلزمات يومياته المعيشية أستيقظ شبح الثأر القبلي اللعين من سباته العميق الذي دام عام كما أسلفت وحصد في ساعات متقاربة من يوم الأربعاء 18/يوليو لوحدة أربعه رؤوس من خيرة أبناء شبوة في حادثتي ثار منفصلتين أثارت الحزن والأسى في قلب كل مواطن في المحافظة . في وقت كان الجميع متأهبا لممارسة طقوس روحانية رمضان وتذوق حلاوة خشوعه وصيامه وصلواته وقيامه جاءت أصداء الرصاص كزائر غير مرغوب فيه إلى كل أذن وجاءت أصوات عويل الأمهات ونحيب الأبناء وحزن الآباء كصواعق قاتله لكل الآمال والأحلام الرمضانية مبشرة بقدوم سحابة حزن جديدة في سماء شبوة ككل لتضلل كافة الرؤوس بسوادها الحالك مبددة صفاء سماء الأمان ناشرة الخوف من ويلات وعواقب انبعاث روح الثأر اللعين مجددا في القلوب والنفوس التي كانت حتى ألأربعاء الأسود حالمة بديمومة نعمة السلام التي عاشت شبوة بين ثناياه لفترة ليست بطويلة . فلعمري أن شبوة اليوم واقعة على ضفتين من تناقضات الحياة فعلى ضفة يقف العائشون أجواء رمضان وروحانيته بعد أنجلاء انعكاسات الصدمة وزوال هبوب رياح الحزن مع أبائهم وأمهاتهم وأبنائهم وأقاربهم وذويهم فيما يقف على الضفة الأخرى أباء وأمهات وأبناء وأهل وأقارب وأصدقاء يتملكهم حزن الفراق ويؤلمهم بشدة وجع الفقدان ،يعيشون بين جنبات ديارا يستوطنها الحزن محتلا أركانها وأروقتها وكل أمكنتها ، ديار كان ينتظر الأطفال على أبوابها قدوم الآباء قبيل أذان المغرب ليسارعوا باستقبالهم بفرح طفولي عارم بأيادي متطاولة ممتدة بلهفة صوب الأكياس البلاستيكية الملونة عابثة بما فيها قبل أن تذلف المنازل وقبل إن تجد لها طريقا للمكوث على موائد الإفطار . خلاصة القول أن رمضان هذا العام جاء والحزن مخيما في ربوع شبوة مسيطرا على قلوب أهلها ورغم ذلك فلابد من القول ( رمضان كريم وكل عام وشبوة بخير). *خاص عدن الغد