(الشرعية ، التحالف ، الانتقالي) ، ليس هناك مايعذرهم من أن يحسنوا ويعملوا الخير الكثير للجنوب عامة وعدن خاصة ، كدليل على تقديرهم الكبير لسكان هذه المناطق ، وكرد الجميل لهم على شجاعتهم في مواجهة التمدد الفارسي ، الذي بالانتصار عليه كان للشرعية والتحالف أرض آمنة فيها استطاعوا وضع أقدامهم . ولماذا أصلا نصطنع لهم الأعذار ؟ ، ونحن نعلم أنهم لو أخلصوا النية وأحسنوا التنظيم والتصرف للموارد والمساعدات والهبات والدعم والودائع التي تصل إلى بنوك وخزائن حكومة الشرعية وأيدي المسؤولين فيها ، لأستطاعوا أن يفوقوا التصورات في قدرتهم على توفير حاجات وخدمات الناس في عدن ، وبما فيه الكفاية على أشباع حاجاتهم وتلبية رغباتهم . وعلى أي أساس نعذرهم؟ ، وأبناء الجنوب عامة وعدن خاصة ، قد فتحوا لهم صدورهم وأحسنوا استقبالهم ، وهيئوا لهم أماكنهم ، وناصروهم وأنتصروا لهم ، وساندوهم وتفاءلوا أن يقابلوهم ، بالحب والأحترام ، وأن يمكنوهم من العيش حياة كريمة عزيزة ، لكن للأسف والخسارة أن ماتسمى (حكومة الشرعية ) قد اضافت إلى فوق ماقد عاناه ويعانيه شعب الجنوب وعدن خاصة ، كل مكائد وتربصات تآمرها الخسيس ، لجعل عدن تعيش حالة الفوضى الأمنية ، حالة الأزمات والتردي الفضيع والمخيف في الخدمات والحاجات ، حالة سياسة التذليل والتجويع ، حالة السرقة والنهب والفساد في هيئاتها ومكاتبها وبنوكها وفي المنشآت والمؤسسات ، حالة جعل وضع الجنوب يعيش تحت سيطرة الإخوان وعفاش والتمكين لهم ، ليبقى الجنوب في أحتلال مستمر . صحيح أنه ليس هناك مايعذرهم ، عن كل الأذى والمصائب والتعب والتضييق والحرمان ، الذي وصل إلى كل بيت وكل فرد جنوبي ، لكن وحتى لا يستمرون في مزيد من التكبيد للشعب الجنوبي ، نقول لهم أن السكون الذي تحلى به الشارع الجنوبي ، خلال فترة بغيهم ، ليس معناه أنه يلتمس لهم الأعذار ، وإنما هو الصبر الذي أقترن بأمل عسى أن يأتي الخير غدا . لكن أن يصل تمادي مسؤولي حكومة الشرعية في تآمرهم وتعذيبهم للشعب الجنوبي إلى حد الأختناق والأنهيار المصرفي الكارثي في قيمة عملة الريال أمام العملات الأجنبية ، وكيف أن العواقب الوخيمة على هذا الأنهيار في العملة ستنعكس على المواطنين في معيشتهم وأمنهم واستقرارهم ، المقابل بسكوت مطبق من جانب التحالف والانتقالي على هذه الكوارث المتعمدة إفتعالها ، نقول لهم جميعا كفى استهتار وتلاعب بحياة المواطن الجنوبي ، في أمنه ومعيشته ، وعليهم أن يسارعوا ويتلافوا هذه الكوارث قبل أن تقع ، كون الصبر في طريقه إلى الأنفجار المجتمعي ، أكان الصبر على تحمل إفتعال الأزمات في الخدمات والحاجات ، أو الصبر على النضال ، أو الصبر على الشراكة وحفظ مصالح الجوار. وحتى لايندم جميعهم ، نقول لحكومة الشرعية أن تكف أذاها المستمر والمتلاحق ضد أبناء الجنوب ، لأنها ستكون أول من يقصدها الأنفجار المجتمعي ، وسينسف كل شطحاتها. وكذلك نقول للتحالف العربي ، أن يحفظوا تحالفهم وشراكتهم مع الشعب الجنوبي ، كونها مهد حفظ مصالح دولهم ، أما الانتقالي الجنوبي إذا كان يريد أن تدوم الثقة ، و يستمر الزخم الجنوبي المؤيد له ، عليه أن يحط كل معاناة شعب الجنوب على طاولة الشرعية والتحالف والمبعوث الأممي ، بصراحة وبكل قوة .