الشهيد القائد المهندس / عبدالله أحمد حسن الضالعي ، وأنا بصدد الكتابة عنه ببعض الكلمات والعبارات بمناسبة الذكرى الأولى لأستشهاده ، التي منها أحاول و بما أوتيت من إمكانية وجهد فكري ، أن أنتقي أحسنها وأفضلها وأجملها ، إلا أني و حيالها سأشعر أنها لم تف بالغرض المطلوب منها في توصيف ونقل الحقيقة الأصلية والكاملة لجانب بسيط.من جوانب حياة الشهيد المهندس / عبدالله الضالعي ، كون ما ننتقيه من كلمات وعبارات أضعف بكثير من أن تستطيع أن تقف أمام هامة ومناضل جنوبي كبير كالشهيد المهندس ، لتحاكينا عن ذلك الجانب كما هو عندما كان حيا . (عابر الجبال والرمال ) ، لم أقصد في أختيار هذا العنوان لموضوعي هذا ، أن أمتدح حياة الشهيد أمتداحا خياليا أكبر بكثير من الواقع الحقيقي الذي كان يعيشه، كأن أقصد أن الشهيد المهندس قد عبر كل الجبال ، او أن أقدامه قد لامست كل ذرات الرمال ، أنما أقصد هنا التخطي الفعلي والحقيقي لأقدام الشهيد ، عبر بعض الجبال وعبر بعض صحاري الرمال التي كان يسلكها ، في تنقله من محافظة إلى محافظة أخرى ، ومن مديرية إلى مديرية أخرى ، ومن قرية إلى قرية أخرى ، الذي و بنشاطه النضالي هذا ، قد أكسبه صفة (رائد التوافق والتصالح والتسامح الجنوبي ). نعم أن ريادته النضالية لتلك الصفة ، لم تكن ليكتسبها الشهيد القائد / عبد الله الضالعي ، لولا أن الله قد أودع فيه صفات الوطنية والشجاعة ورفضه للظلم والباطل ، التي أشعلت فيه الحماسة لأن يغامر بحياته ، مكتسحا خطر عساكر الإحتلال وهمجيتهم ، ورغم انوفهم فقد كان يصل إلى المنطقة أو البقعة الجنوبية التي كان يقصدها ، رغم أختلاف تضاريس أي منها . الشهيد القائد المهندس / عبدالله الضالعي ، لم يكن نضاله عفويا أو عاديا ، أنه مناضل من العيار الثقيل ، وشخصيته تعد من الشخصيات الجنوبية القليلة ، التي أستطاعت أن تتعدى حدود محافظتها ، إلى محافظات جنوبية أخرى ويكون لها في تلك المحافظات الجنوبية التي أنطلق إليها ترحيبا قويا ، و علاقات وطيدة وطيبة مع أخلص الشخصيات الجنوبية المناضلة ، التي وبالتعاون معهم أستطاع المهندس أن يبني أولى لبنات التوافق والتصالح والتسامح الجنوبي ، التي أتسعت لتشمل الجنوب كله. كيف لا نقر أن الشهيد / عبد الله الضالعي قد عبر الجبال والرمال ؟ ، ونحن نعلم علم اليقين ، بل ومازالت ذاكرتنا تتذكر ، كيف كانت القوات العسكرية للأحتلال ، تحتل السهول والوديان والقمم والطرقات وشوارع المدن وأزقتها ، وفيها تعمل على نشر العساكر.والمعدات العسكرية ، وكيف كانت تفتعل النقاط الكثيرة ، وتوزع الحراسات ذات المهام المتخصصة ، التي كانت مهمتها تعقب المناضلين الجنوبيين الأوائل ، لقتلهم أو أعتقالهم أو تشريدهم أو منعهم ، فما كان من القائد المهندس عبدالله الضالعي حيالها حينها ، وحتى يصل إلى إخوانه المناضلين في مختلف محافظات الجنوب ، لتكريس مبدأ التصالح والتسامح الجنوبي ، وأنجاح مشروعه التوافقي بين جميع المكونات السياسية الجنوبية ، فما كان منه إلا أن سلك طرق أخرى ، هي طرق العبور من الجبال البعيدة عن عنجهية عساكر الإحتلال ، ومن الصحاري المكدسة بالرمال.