أن من يتابع الكيفية التي تدار بها البلاد خلال العقود الماضية ووصوﻵ للفترة الراهنة سوف يستغرب من تلك العقليات البليدة والمتحجرة التي عفى عليها الزمن!! فتقلد أي منصب في اليمن لا يحتاج للخبرات والمؤهلات العلمية العالية وكذلك غير مرغوب كل من يمتلك الشرف والنزاهة بل أن ما تحتاج إليه وساطة من العيار الثقيل وفهلوه وشطارة إضافة إلى القدرة على اللعب بالبيضة والحجر.. لم يشهد العالم بتاريخه القديم والحديث حكومة تمارس الكذب والنصب والاحتيال على شعبها مثل الحكومة اليمنية!! فإذا عملنا حسبه بسيطة لكل الأخطاء والفشل المتكرر للحكومات المتعاقبة ثم نحسب عدد التبريرات والشماعات الجاهزة لأي إخفاق قادم ومنتظر ففي اعتقادي بل أكاد أجزم من اننا سوف ندخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية وسوف نتصدر وبكل جدارة واستحقاق وبدون منازع كأكثر دولة في العالم تعلق فشلها وسوء إدارتها لعوامل أخرى!! وعلى مر التاريخ الحديث لليمن لم نلتمس أو نشعر بحكومة تعمل لمصلحة الوطن والمواطن ومن سابع المستحيلات أيضا أن نجد حكومة أمينة وعادلة وبنت ناس تعلن مسؤوليتها عن أي إخفاقات بعملها !!.. مع العلم أن معاناتنا وكوارثنا تتحملها تلك الحكومات الفاشلة!! فكل عمل أو خطوة غير مدروسة وغير مضمونه نتائجها تقوم بها الحكومة يجب أن تضع الشماعة المناسبة لتبرير فشلها والمؤسف حقا أن تجد من يدافع عن تلك الأخطاء باستماته لا تلين لأغراض شخصية دون خجل أو تأنيب ضمير!! هذه الطريقة أصبحت عادة سيئة ومتوارثة وسبب رئيسي لتفشي الفساد حيث يجد الفاشل ما يبرر فشلة!! لم ينعم المواطن اليمني بحياة كريمة، فكل فشل حكومي يتم تحويله فوق المواطن!! وعلى الرغم من تكرار الأخطاء لم نسمع أو نشاهد أي اجراءات ومحاسبة رادعة تتخذ على من يخفق في عمله بل يتم ترقيتهم!! في مثل عربي شهير وشائع : { كثر التكرار يعلم الشطار } أعتقد أن هذا المثل لم يسمع به كل مسؤول في اليمن ولا يتم تطبيقه عندنا!! فالتكرار باليمن يعلم الحمير فقط ولم يستوعبه بعد كل مسؤول يمني!! أن الفشل المتكرر والتبرير المصاحب لذلك وإلصاقه دائما بشماعة باتت اسطوانة مشروخة وممله وهي بمثابة سلاح للشخص العاجز والجبان ،ففشل الحوثي في الشمال يحمله على شماعة العدوان والحصار المفروض عليهم ووصل كذبهم وتضليلهم إلى حد الاستخفاف بالمواطن البسيط في الشمال من خلال تصوير هذه الحرب أنها مقدسة ضد أمريكا واسرائيل!! وأما الحكومة الشرعية فتعلق إخفاقها في إدارة المحافظات المحررة على شماعة التدخل اﻹماراتي والمجلس الانتقالي في عملها.. والتحالف العربي يحمل الحكومة الشرعية تردي اﻷوضاع في الجنوب!! والمجلس الانتقالي لم يستطيع أن يثبت وجودة ككيان سياسي والحامل الشرعي للقضية الجنوبية العادلة فلم يجد شماعة أفضل من مؤامرات حزب الاصلاح الاخونجي وعلي محسن ومن خلفهم دولة قطر!! تعددت الأسباب وكثرت الأخطاء والاخفاقات في اليمن ولم يجرؤا أحد على الاعتراف بذلك، والمثير في الأمر أن الجميع لم يستفيد من تلكم الاخطاء والدروس بل أخذتهم العزة باﻵثم وبدﻵ من البحث عن الأفضل وتصحيح مسارهم فأضاعوا وقتهم وجهدهم للبحث عن الشماعة الجاهزة لتبرير أخطائهم القادمة والمستقبلية !!!