في شهر شعبان الماضي من العام 1439ه توقفت عن الكتابة بعد المقال الأخير الذي حمل اسم (ودااااعا) وجاء التوقف كاستراحة محارب ونتيجة ظروف خاصة مررت بها ولكن بقي أمل اللقاء يتجدد شهرا بعد شهر حتى حانت الفرصة المقدرة لنعود للقاء بكم من جديد عبر صحيفة عدن الغراء ومن خلال عمودنا الأسبوعي " كل خميس " نساهم بالكلمة والرأي في المعترك الإعلامي بما من شانه خدمة امتنا وشعبنا ووطننا. امة تداعت عليها الأمم كما أخبر بذلك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من قبل أربعة عشر قرنا، ووطن تكالبت عليه الظروف والمحن من كل حدب وصوب ذاك يريد تفتيته وآخر يريد تمزيقه ومواطن يعيش في التيه بين العذاب والمعاناة في الداخل والشتات وتبعاته المريرة في الخارج. شعب في الداخل يعاني الغلاء الفاحش الذي ضرب بأطنابه في كل مناحي الحياة، وخدمات يفترض انها من البديهيات أن تكون متوفرة لكنها عندنا معدومة او تكاد ان تنقرض وبنية تحتية إذا اسميناها بهذا الاسم انتهت وقد دمرت ان لم تكن بالحرب فبعوامل التعرية وعدم الصيانة او عدم جودة التنفيذ ابتداء.
حكومة غائبة الا في التلفزيون وبقية وسائل الإعلام، ملّت منهم اجنحة الفنادق الفارهة والعاملون بها بعد أن طال مقامهم بها وحرموهم من رؤية وجوه جديدة.
وأمن مفقود لم يرَ المواطن منه الا استعراضات وتباهي المعنيين على شاشات التلفزيون بطرق بهلوانية لاتسمن ولا تغني من جوع ومحاولات تغطية فشلهم بذلك وكما يقال يحاولون تغطية عين الشمس بأكفهم.
وضع مزري تمر به البلد وحالة من الفقر والبؤس تعتري الناس يشعرون بخيبة الأمل فلا تكاد الساحة تخلو من صنم ينصب نفسه متحدثا رسميا بقضايا الوطن ويعطي نفسه نياشين القيادة والأحقية في التحدث بلسان الناس وفجأة يخف بريقه ولمعانه ويظهر بعده صنم جديد يحسبه الناس شيء ثم لا يلبث ان يتأكد للناس أنه مجرد وهم وسراب.
وهكذا هي أحوال الناس في الداخل ولا تختلف كثيرا أحوال من هم خارج اليمن فالهم واحد والاشكاليات كثيرة تحيط باليمنيين من كل جانب.
لم أقل جديدا في مقالي هذا فالكلام معلوم والوضع المتردي ملموس غير أني هنا أذكره كمقدمة لمقالاتي القادمة واعتبر ما كتبته الآن افتتاحية للعودة للكتابة والتي نرجو أن تكون بمثابة أداء الواجب الوطني ولو بالحرف والكلمة ولعله يجد آذانا صاغية وعقولا متفهمة ومهما كلفتنا كلمة الحق من ثمن.