شيء مؤسف أن نرى عمال النظافة والتحسين في مدينة عدن (الخبراء الماهرون بنقاء البيئة وبلغة الزهور وابتسامات الورود) يبذلون صباحاً ومساء قصارى جهودهم لصناعة ورسم لوحة جميلة على هذا الشارع أو ذاك في مدينتنا الحبيبة، ثم يأتي من يفترض أنه المستفيد الأول من هذا الجهد المضنى وهو المواطن فيرمي مخلفات معيشته وقمامته أو مخلفات بنائه بعيداً عن الموقع المحدد أو قارعة الطريق دون وازع من ضمير ليخدش جمال ونظافة مدينته، بل ويضع علامة استفهام على كونه مواطناً وكونه إنساناً مميزاً بالعقل وبسبب هذا المسلك يصبح الشارع أو الحي بعد أن كان لوحة أخاذة من الجمال مزبلة كبيرة لرعي القوارض وإسراب الذباب والحشرات، فنصبح ونمسي أمام أمر ووضع بيئي مؤسف, خصوصاً حينما تتدفق عليه مياه المجاري.. ثم يأتي من يتطاول على جهود النظافة والتجميل ويوجه سهام النقد نحو عاملينا ونحو صندوق النظافة وقيادته وكأنه لا يرى ولا يسمع ولا يعيش داخل هذه البلاد المزورة بفوضى السلوك ومخالفة القانون لذلك فإن الواجب اليوم يقتضي أن يقوم كل فرد في المجتمع بما يلزمه من تعاون كل في موقعه ومنصبه دون تلكؤ أو اختلاق للأعذار، ذلك أن النظافة والتحسين اللذين نحدثهما في كل صباح ومساء للحفاظ على جمال مدينتنا عدن وصحة بيئتنا يكلفنا الكثير في ظل شحة الموارد وارتفاع نفقات التشغيل وهو ما أدى إلى العمل في ظروف شديدة التعقيد وكمن يحرث في البحر، وكأنك يا زيد ما غزيت. * المدير العام التنفيذي لصندوق النظافة والتحسين - عدن