تلحظه أنيق مهذب،تلمس منه هيبة الدولة برفق لأنه يحافظ على المهنية،ويفشي الإحترام المتبادل ويخلق مسافة وارفة بالود خلال العمل . الانتباه إلى نبرة الصوت ولغة الجسد تحفز بيئة العمل وتمنحها مساحة كبيرة للتواصل بين مدراء الدوائر وتغرس فيهم سلاسة الأسلوب ومرانته،لا ردّات فعله في تخاطبه،اجأتني اللفظة النسيمة التي منحها بتلقائية،وبصوت عميق مثقف غير أنه فعل ذلك بلكنة ليس فيها شي من ألسنة مسؤولي حكم النظام السابق على تنوعها! تمالكت نفسي سريعاً بعد أن أدرت في ذهني مسائل كثر أتعلل بهن،ثم واصل مبدئيا إعجابه بما كتبت قائلا لي لقد أعطيت الرجل حقه في الإنصاف .. قاصدا مقالة قرأها لي في أحد المواقع .. شكرته كثيرا وجلست مقابله في كرسي طاولته وهو يحتسي كوبا من القهوة .. قلت له بصريح العبارة أنك نموذجا لوجه الدولة المشرقة.. تنهد خفيفاً، وندَّ عنه طيف ابتسامة عابرة،في ذات الوقت وصل إلى مكتبه شخصا محترم ومن عائلة مثقفة وعريقة بالعلم والمعرفة،سأله عن سيرته الذاتية وأين عمل ...الخ غير أن ثمَّة حديث بوقار موشى بلكنات حانية جميلة المعنى،وبإنجليزية بارعة فاجأني بأن فعل ذلك بطلاقة واضحة هذه المرَّة حين تبادل الحديث مع ذاك الذي جاء حاملا شنطته . استنارة يا أحباب تلك التي تبدأ بالمحبة والتعليم والارتقاء به ولتكن الانطلاقة من مبادئ التعليم المبسطة لنشر وغرس المحبة والسلام.. وهي رسالة إلهية.. وأنا في مكتب مسؤول حكومي منضبط وعلى قدر عال من الوعي والثقافة سمعته حين تبادل الحديث مع مدير مكتبه حول عمل إداري يخص شؤون وزارته .. عرفت أن الرجل يملك مكنون من الخبرة والتجارب الفريدة وتاريخ زاخر بالكلمة التي تمجد "السلام "ومبادئ الاستقامة المنتمية إلى بنية الحياة الصحيحة وكأن به يقول كانت لنا تجربة رائدة وعظيمة في تنمية دعائم مؤسساتنا وكان لنا يوم نسميه يوم العمل الإبداعي - أتمنى أن يعود - هذه التربية تخلق الوعي المستنير في الإنسان،تحميه وتمنعه بقوة ذاتية من العنف والاحتراب والقتل وتطلق روحه نحو السلام والمحبة والتعايش النبيل.. تساءلت: كيف ننقذ أبناءنا اليوم من العنف والكراهية والتعصب الطائفي والقبلي وغيره؟ هذا هو السؤال المحوري،وواقع الحال يقتضي بذل الجهد كثيرًا من أجل المستقبل،وإنقاذ الأجيال من دوامة هذا الجنون. وهناك الكثير مما يمكن طرحه للمعالجة. عاصر أمواج وأعاصير التقلبات السياسية وكان الفارس المغوار واللبيب النبيه الذي يرسي شراع الوفاء والتضحية كلما سنحت له المقتضيات لئن يكون المشعل المضيء والصمصوم البارع . الوطن بحاجة إلى مثل المثقف والمسؤول المتقد نورا وثقافة ورقي كالأستاذ علي عاطف الشرفي وكيل وزارة الصناعة والتجارة بعدن الذي أصبح مصدر فخر للوطن والمواطن ووجه مشرق للحكومة والمرفق الذي يمثله.. نعم مثل هؤلاء الكوادر الذين يقدسون تربة الوطن ويرصون منابته الحية ليزدان نماءه ورفعته وازدهاره ..مشاعل ومصابيح النور في كافة المرافق يجب أن يحظون بكل عناية واهتمام .. لم استفق كثيرا حتى تنقية ذهني من مصاف التداخلات المبعثرة غير أن الكتابة عن شخصية حكومية أمتثل باتزانه ورجاحة عقلة واتساع مداركه ودقة حكمته ونبل فطنته حين يتوارد الكثير إلى مكتبه وعيناك وكل حواسك تستشعر الوقوف والتأمل حتى وأن كنت ممن لا يجيدون الكتابة ستكتب وستبدع طالما وأنك وجدت مفاتيح الكلم مدلولا زاخرا بالمعاني ووقائع مليئة بالمواقف والمشاهد الإيجابية المثمرة وفي جوف الجوهرة الثمينة تلتقط رؤيتك الثاقبة ملامح الاحتواء لعلم من إعلام الوطن .. أنا شخصيا شعرت بالقيمة المثلى لأمل واعد ومستقبل الدولة المنشودة بالحب والتعاطف.. أهلت تغاريد السعد تحناناً ياوطن تمتد مسيرة العطاء فيك لنتوجك جميعاً على رؤوسنا ونمضي قدماً في خضم تطور الحياة ونحن نحمل في قلوبنا حباً ينبض في كل عرق فينا تصويراً لوفائنا لك. في مثل هذه المواقف اللافتة يجب أن تكتب لكي يتسنى للتاريخ أرشفتها وحفظها في تفاصيله ليقرأها الأجيال رويدا رويدا خالص التحايا أيها الكاتب الأديب والمثقف البهي الأستاذ علي عاطف الشرفي وكيل وزارة الصناعة والتجارة وزاد الله من أمثالكم .