لم أعد أقوى ع الكلام والحديث، بل تجاوزت هذا وذاك فلم أعد ارغب فيهما، وإن طاوعتني نفسي؛ فماذا أقول و أي حديث أتحدث، ألماً أم حسرة؟! فليس في الصدرِ غيرهما.. وهل بالشعرِ أو أن للنثر رأياً آخر، هل العربية لأنها الأم، أم بِ أخرى علني لا أجد فيها ما بصدري... كيف لي وغروبها لم أرآه، لكن عقلي لا يقف عن التفكر فيه، أي دليل سيثبت لي بأن القمر قد غاب عن سمائي، وهل يمكن لفؤادي أن يصدق هذا -أم أن له في سيدنا يعقوب مثل-؟ كيف يكون الحال بعد هذا، وكيف يكون ديار ليلى إذا مر طيفي في سماه؟؟ وماذا عن سمائي وارضي التي لم تعد ترى سوئ خريفاً يتساقط أوراقه... لِمَ يأتي الليل أو لماذا يجيء النهار؟ فغروب الشمس سكن لوعتي وحنيني ليس إلا، وأما طلوع الشفق فما هو إلا خيوطاً تهتدي بها الآلام والأحزن إلى ضلوعي ومهجتي. نعم هي مشيئة الرحمن الذي لا يحق لي أن أتذمر منها، هي إرادة الجبار الذي أراد لي أن أعيش حياتي مجبراً مطيعاً ممتثلاً لأوامره... له الحمد ربي بِعدّ ما في الصدر من زفرات، والقلبِ من آهاتِ. هي رزيئة القدر، حيث لا لقاء بعد الأمس، سرمدية الفراق الذي غابت عنه كلمة وداعاً، ومكالمة اليوم وأن لم تفهم لِحشرجة الحناجر، ورسالة الآن وقد خَتمتها "أنا السبب". هل سانام آملاً في حلمٍ! أم لا حلم بعد اليوم؟ تحت أي مبدأ أحلم، وأنا لم أعد أحب أن أراكِ حلماً، وقد كُنتِ ذات يوماً لا تفارقيني حلماً وحقيقة.