الواقع الفارض نفسه على أرض الجنوب هو انعكاس عملي كليا لما تضمنته الوثيقة التي أقرتها قيادات مكونات الحراك الجنوبي وصادق عليها فخامة الرئيس علي سالم البيض في يناير 2013م. حينها أعلن مكتبه أنه سيعكف على تشكيل حكومة جنوبية مؤقتة في الخارج تعمل على القضية الجنوبية في المحافل الدولية, بالإضافة إلى تعيين سفراء مؤقتين للجنوب في عدد من الدول الأوروبية وأمريكا كما أن لقاء فخامته بفخامة الرئيس علي ناصر محمد آنذاك في قمة بيروت أسهم في بلورة موقف جنوبي موحد يقوم على استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة والتأكيد على عدم المشاركة في الحوار اليمني إلا في سياق تفاوضي بين دولتين على قاعدة الندية وبرعاية دولية ضامنة إجراء التفاوض في دولة ثالثة. هذا الحديث جرى والجنوب كان قابع تحت الاحتلال اليمني ولم ينفذ شيئاً منه بسبب سيطرة نظام علي عبدالله صالح القمعي على الأوضاع داخلياً وخارجياً, فما الذي يمنع تحقيقه الآن وقد تحرر الجنوب وزال نظام عفاش ولم يعد هناك أي سيطرة من قبل النظام اليمني على الجنوب ولا يشكل أي تهديد بعدما فقد قوته وآلته العسكرية والأمنية؟! فالإرادة والآلية موجودتان ولكن ربما الذي يؤخر تحقيق ذلك هو غياب الثقة بشكل عام والتي لا تتوفر إلا عبر الحوار الجاد المستمر واللقاءات المتواصلة وهو ما أكدت عليه الوثيقة السياسية.
حيث تضمنت الأسس والمبادئ للحوار كمدخل هام ورئيسي لتعزيز الثقة وإجراء حوار جنوبي جنوبي من أجل صياغة مشروع برنامج سياسي وميثاق شرف وطني للثورة الجنوبية التحررية, حيث كان قبل التحرير أن لا يجري أي حوار إلا مع من يعلن موافقته على ما تتضمنه الوثيقة كشرط أساسي, وذلك منعا لازدواجية العمل بالنسبة للذين هم ينتمون للأحزاب اليمنية. أما الآن ودخول الجنوب منعطفاً ًتاريخياً جديداً بعد التحرير فإن الجميع متفقون على الثوابت والأسس المعبرة عن وحدة الهدف والآلية ومع ذلك لم يفضي الأمر أن يجلس الجنوبيون على طاولة حوارهم الشامل والذي يجب أن يكون منطلقا ومرجعية لجميع المكونات والقوى السياسية المتحاورة لتتغلب على تبايناتها وتقريب وجهات نظرها بالبحث في جذور المسائل ودراسة الضرورات الواجب توفرها للدفع بالحوار الجنوبي الجنوبي الفعلي إلى حيز التنفيذ فالمكونات والقوى السياسية الجنوبية ومنظمات المجتمع المدني والأحلاف والملتقيات التي كانت موجودة قبل التحرير وقائمة لحد اليوم كما هي: 1- مجالس الحراك الجنوبي, 2- المجلس الوطني الأعلى ( الحركة الوطنية الجنوبية ), 3- التجمع الديمقراطي الجنوبي ( تاج ), 4- تجمع الأحرار الجنوبي للعدالة والتنمية ( الأحرار ), 5- الهيئة الشرعية الجنوبية, 6- البرلمان الجنوبي, 7- اتحاد علماء الجنوب, 8- مجلس تنسيق النقابات العمالية والمهنية, 9- نقابة المعلمين والتربويين الجنوبيين, 10- الحركة الشبابية الطلابية, 11- اتحاد نساء الجنوب, 12- اتحاد شباب الجنوب, 13- قطاع المرأة الجنوبية, 14 اتحاد الأكاديميين الجنوبيين, 15- المركز العلمي لصيانة الثورة الجنوبية, 16- ملتقى أبين للتصالح والتسامح والتضامن, 17- حلف قبائل حضرموت, 17- منظمات إنسانية وخيرية جنوبية .. وغيرها. وبعد التحرير تأسس المجلس الانتقالي الجنوبي كحامل سياسي لقضية الجنوب ثم حلف قبائل الجنوب. المجلس الانتقالي ضم إليه مجلس تنسيق النقابات العمالية والمهنية ونقابة المعلمين والتربويين الجنوبيين بالكامل من بين تلك المكونات والقوى السياسية الجنوبية ومنظمات المجتمع المدني, رغم أن كلهم يطمعون أن يحظوا بلفتة كريمة إليهم من المجلس الانتقالي ويضم إليه قادتهم ويمنحهم العضوية في هيئاته وهياكله ومؤسساته, غير ذلك فأي خطوة لن تتعدى كونها عملية شق للصف وتفريخ للمكون أو القوة أو المنظمة ولن ينجح العمل إلا بالرجوع إلى الوثيقة بحيث توجه رسائل دعوات إلى جميع قادة ورؤساء المكونات والقوى والمنظمات سياسية ثورية مدنية وأمنية وعسكرية ممثلة بقوات المقاومة الجنوبية والألوية الجنوبية ( أحزمة ونخب ) للمشاركة في جلسات أعمال اجتماع موسع للحوار الهادف لتشكيل لجنة تحضيرية تعد وتهيئ لعقد المؤتمر العام الجنوبي الجامع يقر الوثائق البرنامجية يهيكل الأطر القيادية من الأدنى للأعلى التزاما بإرشادات الوثيقة المتعلقة بالحوار. فالحرب فرضت واقعا آخر مختلف لصالح الإجماع الجنوبي وليس العكس, والتحرير وفر بيئة ملائمة للعمل المشترك ضمن هذا الإجماع ولكن, اليوم نشاهد قيادة مؤقتة لاتحاد شباب الجنوب برئاسة صالح سالم أبو الشباب تصدر بيانا يناقض بيان أصدرته قيادة سابقة ضمها المجلس الانتقالي الجنوبي إلى عضوية هيئاته وهياكله ومؤسساته وهم سالم الدياني ومحمود العيسائي ومنصور زيد, والنقابات أصبحت بلا اتحاد منتخب. والعمل جاري لإشهار اتحاد واتحاد واتحاد. وإذا علمنا أن هناك 32 اتحاد مازال موحد مع نظام صنعاء لكل اتحاد فرع ومكتب تنفيذي في الست المحافظات الجنوبية إن لم يكن الثمان, و29 نقابة تدخل في عضوية الاتحاد العام للنقابات لكل منها فرع في كل محافظة جنوبية, و11 جمعية قياداتها كلها جنوبيون لا ينبغي استثناؤهم واستبعادهم من الحوار الجنوبي الجنوبي لضمان نجاح أي عمل لتحقيق الأهداف, لذى يجب من توجيه رسائل دعوات لهم أيضا وخاصة للذين مع الجنوب لا ينبغي إقصاؤهم. ليس من السهل إقصاء هامات عتيقة ومخضرمة في مجال عملها تتربع رئاسة الاتحادات والنقابات مثل الدكتور عبدالله حسين البار رئيس اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين, وسعيد الجريري وعبدالقادر باعيسى فرع اتحاد وكتاب حضرموت وعبدالرحمن عبد الخالق مبارك سالمين فرع اتحاد أدباء وكتاب عدن وعلي القاضي وعلي السقاف فرع اتحاد الأدباء والكتاب لحج وعلي بارجاء وهشام الرباكي فرع اتحاد الأدباء والكتاب سيئون ومحمد العولقي وأحمد جابر فرع اتحاد أدباء وكتاب أبين. وعوض باكونة وسالم بن مخاشن في اتحاد نقابات حضرموت ومحفوظ عليان وعلي بامحيسون في اتحاد نقابات المهرة وعلي بلخدر وسالم السحم في اتحاد نقابات شبوة ومحمد عزلق وسالم عوض في اتحاد نقابات أبين وعبد مذلق ومنصور كرد في اتحاد نقابات لحج وعثمان كاكو وعبدالحكيم مكرد في اتحاد نقابات عدن. ونفس الخبر ينجر على اتحادات النساء, فرع عدن فاطمة مريسي رئيسة ونادية الأغبري أمين عام, وشبوة فاطمة فرج ونجيبة الشيخ, وسقطرة شيخة أحمد, الضالع نصرة القاضي وعبير محمد, ولحج فاطمة سعيد وانتصار كورد, المهرة صفية بخيت وأماني عبدالله, وأبين آمنة محسن وصفية علي, حضرموت سلمى الكثيري وشفاء اليزيدي. والاتحاد التعاوني السمكي رئيس الهيئة العامة علي بن شبأ والأمين العام عبدالله بورجي, أما الفروع خمسة رئيس فرع أبين أبوبكر سالم مكلوس والأمين العام الهاطل العطور, عدن محمد سالم هادي وأحمد رشيدي, المهرة حسن علي وبشير السليمي, حضرموت عمر سالم قبيت وسالم المنهالي, سقطرة أحمد عيسى وحمود عمر. وقس على ذلك فروع الاتحاد التعاوني في محافظات الجنوب, عدنوشبوة وسقطرة والضالع ولحج والمهرة وأبينوحضرموت.
وهلم جرا بالنسبة لبقية فروع الاتحادات منها 22 رياضي. هؤلاء القادة القدامى تتمسك بهم محافظاتهم نظرا لخبرتهم وباعهم الطويل في عمل منظمات المجتمع المدني والاتحادات والنقابات والجمعيات, والذين هم على استعداد أن يدربوا الجيل الجديد من القيادات ويمدونهم بالخبرات النظرية والتطبيقية.