ان تقدم الأمم والشعوب لايعود إلى ثروتها الطبيعية بقدر مايعود إلى رأس مالها البشري، وبتنامي الوعي بقيمة الإنسان هدفا ووسيلة في منظومة التنمية الاقتصادية، أصبح الطريق للاندماج الإيجابي في منظومة الاقتصاديات المتقدمة رهنا بما يمكن احرازه وتحقيقة في مجال تنمية رأس المال البشري من خلال المعارف والمهارات والقدرات الصحية التي تتراكم لدى الأشخاص على مدار حياتهم بما يمكنهم من استغلال امكاناتهم كأفراد منتجين في المجتمع.. إن مشروع رأس المال البشري يتكون من الطاقات البشرية التي يمكن استخدمها في استغلال مجمل الموارد الاقتصادية ( ويمثل المجموع الكلي والكمي والنوعي من القوى البشرية المتاحة في المجتمع، فإذا كان يمثل الكفاءات الذهنية والمستويات العلمية للسكان فيتم تحديده من خلال التعليم المرتبط بالخبرة والمعرفة، أما إذا كان الكلي فيحتسب من خلال المجتمع الكلي للسكان. ونظرا لزيادة الاهتمام بهذا المشروع من قبل حكومات بعض الدول تم إطلاق هذا المشروع في عام 2017م، وفي أكتوبر من العام 2018 م وخلال الاجتماعات السنوية التي عقدة في بالي ، إندونيسيا طرح أكثر من 30 وزيرا من الدول الرائدة أفكارا مبكرة حول كيفية تسريع الاستثمار في رأس المال البشري وفي السادس عشر من شهر أكتوبر لهذا العام أعلن البنك الدولي إنضمام اليمن إلى مشروع رأس المال البشري والذي يأتي تزامنا مع انطلاق مؤشرات رأس المال البشري والذي يشارك فيه أكثر من 60 دولة. إن هذا الإعلان يعتبر الخطوه الأولى في تحديد المسار الصحيح للتنمية . إن هذا كله يأتي تأكيدا على الدور المهم الذي يقوم به هذا المشروع في بناء والتنمية الاقتصادية للدولة والتي من خلاله تعمل على حل قضايا الفقر والبطالة و تحقيق طموحات وتطلعات هذا الشعب في مستقبل قائم على التنمية والاستقرار بعيدا عن لغة الحرب والدمار.