أكتب الآن وأصوات سيارات الاسعاف تخترق حلكة الليل، أكتب ل أبكي رحيلك المبكر يا صديقي" فالسكون يملأ أرجاء الغرفة،والطريقٌ مليئةٌ بالأشواك،وقصة حبك لوطنك يعجز اليراع عن سردها وتدوين تفاصيلها..! ها قد رحلت يا صديقي ونلت من الحياة أسمى ما يناله البشر،رحلت وعلى صدرك نياشين البطولة والنصر،سلمت نفسك للقدر،واضعا روحك على كفك،فقدمتها رخيصة،في سبيل وطنك، تركت جامعتك،وتخلّيت عن حلمك، بحثاً عن مرفأ أمان،في ظل دولة يسودها القانون والعدالة الاجتماعية والمساواة الإنسانية،دولة المؤسسات، فطوبى لك الشهادة..! يونس يا صديقي إنها الحرب ،تارة يتعالى فيها البكاء وآخرى نبتسم رغم عجزنا الذي تخنقه إرادة المحارب..°فعذراً ياصديقي فالموت يدق أبواب المدينة كالوباء..؟ عذراً ياصديقي فالزمان ليس زماننا إنه زمن الدولار والمبادئ المتناقضة..؟ عذراً يا صديقي فلقد قتلوا فينا الحياة ..؟ عذراً يا صديقي فلقد نصبوا لنا المشانق والمحارق واجبرونا على نسيان الحب بقوة الرصاص..؟ عذراً يا صديقي فالوطنية أصبحت وهم تتكسر عليها صرخات المتعبين في وطننا..؟ ودعا يا صديقي فلقد رحلت لنستلهم منك معاني التضحية والفداء، ونستمد من روحك العزم والإباء، ونعدك أننا لن نخذلك وسنحارب الموت بابتسامتك،لكي يبقى هذا الوطن مصوناً عزيزاً، لا يمس أبناءه نصب، ولا يجرؤ أحد على التفكير في الاعتداء على أرضه، أو النيل من كرامته وعزته، ورحمة الله تغشاك وطوبى لك الشهادة..!