تتزواج القطط ثم يتفرق الأزواج وتحمل الأنثى على عاتقها مهمة الحمل والوضع وتربية الأبناء وحيدة ، ففي أوربا والدول المتقدمة التي تهتم بحقوق الحيوان من وفير التغذية والرعاية الصحية والأمان بسن الأنظمة وتشريع القوانين ، تجد معظم القطط تعيش حياة الرافاهية التي لا يجدها مواطنو كثير من بلدان الوطن العربي اليوم للآسف الشديد . لذلك يجد دارسو النمط السلوكي للحيوانات أن القطط التي تجد الرعاية والتغذية تجلس ساعات طويلة مع أبناءها وتحيط بهم حنانا وتربية فتتغير أنماط سلوكهم تبعا لذلك ، أما بالنسبة للحيوانات الآخرى في بلدان الوطن العربي والتي تذهب الإناث فيها للبحث عن الطعام تاركة أطفالها في غياهب الجب باحثة عن فتات يدر اللبن على أثدائها في جسمها النحيل لإشباع جوع أطفالها وعندما تعود إليهم ربما تجدهم أحياءا أو أمواتا أو مفقودينا! تصبح أكثر عدوانية وفتكا وشرا . إن مقارعة الحياة بحثا عن لقمة العيش في قانون الغاب تولد العنف والقتل للحافظ على النفس ومناطق النفوذ ويكون البقاء للأقوى عندها تظهر أنماط سلوكية أكثر عدوانية وبربرية في الحياة اليومية ، كل ذلك للبحث عن أبسط مقومات الحياة المنعدمة . كذلك مايحدث لشريحة واسعة من سكان الدول العربية اليوم التي يتم إقتياد شعوبها إلى ساحات القتل والدمار بحثا عما يسدون به رمق أولادهم ، كآخر حل في وجهة الأنظمة القمعية والمتمترسة خلف قلاع الفساد والنهب العام ، بينما يعيش الفاسدون على نهب والعيش برفاهية من خلال إمتصاص موارد مواطنيهم وتسخيرها للمنافع الشخصية ، عندها فقط تتغير الأنماط السلوكية للإنسان ويصبح أكثر قساواة ووحشية بسبب جلادة الحياة والفجوة الكبيرة بينه وبين مسئوليه ومن يتولون الكراسي لخدمة أنفسهم وليس له ، ذلك الذي ينعكس على سلوكيه سلبا ، ثم يقال أنظروا كيف هؤلاء المواطنون متوحشون ؟ وفي الحقيقة أن منظمومة الفساد هي السبب المباشر التي دفعتهم لهذه السلوكيات . إن الفساد وغياب العدالة والمساواة بين المواطنين يولد الكراهية والعنف في المجتمعات وهو سبب رئيس لإنحراف الشباب إلى الإرهاب والتطرف والجريمة المنظمة . قل لي من هم مسئولوك أقول لك من أنت ؟ لذلك مادام الفساد مستمرا ومستشريا في مجتمعنا اليوم فتوقعوا ماهو أسوا من قانون الغاب ، قانون يأكل فيه الفسادون المواطنون ، "وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون" .