ما أن تحل كارثة أو تعصف أزمة معينة في بلداً ما فمن الطبيعي بل ومن المنطق بأن يتكاتف ويتحد جميع أفرد المجتمع حيث تنتهي الأحقاد وتضمحل الخلافات وتذوب الإنتماءات الحزبية المقيتة وينصهر الجميع في بوتقة واحدة وشعار وأحد هو معاً في السراء والضراء .. لا أعلم إلى متى سنظل على هذا الحال والمنوال؟!..فما أن تحل كارثة وبلاء أو إخفاق وفشل ظاهر وإهمال متعمد حتى نسمع العشرات من الأعذار والمبررات الواهية وتكثر الشماعات التي تُعلق عليها كل الأخطأ وكأننا أغبياء وسنصدق تلك الخزعبلات والكلام التافة كتفاهة قائليها..هكذا هي دوماً ديدنة رجال السياسة وكل من يتبوأ المناصب الحكومية في اليمن عندما يفشلون كالعادة ..!! المؤسف والمخجل معاً أن تجد الكثير من الأبواق الإعلامية ذات الشرائح المتعددة والدفع المسبق الذين يدافعون عن تلكم الأخطاء بكل إستماتة ليس لأنهم على حق أو دفاعهم نابع من حرصهم وخوفهم الشديد على الوطن أو من أجل مصلحة المواطن كلااا ورب الكعبة فهؤلاء المرتزقة يسخرون أنفسهم وأقلامهم الخبيثة لمن يدفع أكثر..فتباً لهم جميعاً،،!! عدن الحبيبة تعيش كوارث وليس كارثة وأحدة ..كارثة إنسانية وكارثة بيئية والكارثة الأكبر والأشد إيلاماً هي ترك عدن وأهلها يواجهون تلك الكوارث الواحدة تلو الأخرى ولم تجد من يطبب عليهم ويشاركهم المحنة ويأمن ساكنيها ويهدي من روعتهم وللأمانة كان المصاب جلل.. الكوارث التي حلت بمدينة عدن نتيجة هطول الأمطار الغزيرة والتي تحولت فيما بعد إلى سيول جارفة أخذت في طريقها كل شيء مخلفة ورائها أضراراً كبيرة في الأرواح والممتلكات الخاصة والعامة هذه الأمطار أدت إلى تفشي الكثير من الأمراض والغريب بالأمر إننا لا نعرف حتى الآن ما هو نوع المرض المتفشي حالياً بعدن وماهي أسباب كثرة الوفيات وأزديادها بصورة مفاجئة خصوصاً بعد كارثة الأمطار الأخيرة!! المؤلم أن أكثر المتضررين من الكوارث هم المواطنيين فقط ..!! لقد غاب الجميع في هذه الأزمة كما غابوا في الأزمات السابقة ولذلك لم ينتظر كثيراً أهالي عدن الطيبين من ينجدهم من هذه المحنة حيث لم يتوسلوا لأحد بمساعدتهم بل شمروا عن سواعدهم وضمدوا جراح بعضهم البعض خلال هذه الكارثة التي لم تشهدها مدينة عدن منذ عقود!! في الأزمات تظهر معادن الرجال وأبناء عدن كانوا ذهب خالص مرصع بالالماس وهذه كلمة حق وبدون مجاملة..بينما أتضح لنا بأن البقية كانوا مجرد حديد أصابه الصدأ فأصبح بلا قيمة ولا وزن..!! لقد سقطت الأقنعة وتكشفت عورات الكثير ممن كانوا يتغنون بحب عدن.. يا الله أين غابت المنظمات الدولية التي كانت تكتض بها عدن!!..تلك المنظمات التي كانت تعتاش وتجني ملايين الدولارات من ظهر الغلابى في عدن؟!..أين الحكومة الشرعية التي تحشد في شقرة لدخول عدن بالحديد والنار..!! لقد طال غيابهم وقبل ذلك غابت ضمائرهم..الكل مشغول عنك ياعدن فهنالك ما هو أهم وأعظم من تضميد جراحك وإغاثة أهاليك.. كفاكم غباء وإستهبال وأنظروا ما أصاب عدن. لقد مرت ست سنوات على الحرب ونحن ندور في دائرة مفرغة وذلك من خلال إشغالنا بالأزمات المتتالية وخوض المعارك العبثية كمعركة أبين حالياً.. أتدرون لماذا توارى الجميع بتلك الصورة المخزية والمعيبة أثناء كارثة الأمطار؟! لأنهم في حقيقة الأمر باتوا مفلسين ولا يمتلكون شيء ليقدموه لأهالي عدن خلال محنتهم.. أنهم مفلسون أخلاقياً.. مفلسون إنسانياً.. وأخيراً مفلسون سياسياً..!! المعركة الكبرى هي في إغاثة أهالي عدن.. أم المعارك هي العمل على نظافة عدن وإزالة الأثار الناجمة عن الأمطار المعركة الحقيقية هي في توفير الأدوية وتجهيز المستشفيات لإستقبال المرضى ومعرفة السبب الرئيسي والمباشر لإنتشار الحميات في عدن والقضاء على ذلكم الوباء المجهول والقاتل غير ذلك لا معركة تعنينا ولا تهمنا فهذا الوقت وقت إغاثة عدن وأهاليها وليس وقت إستعادة الشرعية.!! عدن محتاجة الكثير وليست في حاجة للمدفع والدبابة.. حتماً ستتعافى عدن وستعود كما عهدناها في السابق الثغر الباسم.. عدن ستعود بسواعد أبنائها فقط ولا عزاء للمتخاذلين..!!