عاشت المنطقة الوسطى حلمٌ طال انتظاره لتستيقظ منه بكابوس مخيف لم يكن في الحسبان ، يُعمق بذلك المعاناة ويزيد الأحزان ، فمنذ نشوب الخبر وبدء خطوات التنفيذ هرعنا جميعا كتابا وإعلاميون وناشطون في تنزيل الخبر فذاك يعنون بشرى سارة وآخر تدخل حيز التنفيذ ... تعددت العناوين واختلفت المسميات والهدف من ذلك كي نعيش اللحظة ونزرع البسمة على شفاه البسطاء والمساكين ، نشوة الفرحة أنستنا تقبل النكسة ، أخذت منا مساحة أكبر من حجمها من تفخيم إعلامي ولقاءات واجتماعات وسفريات وتواقيع وعثرات ومشاحنات ( بين المسؤولين فقط ) كلاً منهم يريد تسيّد المشهد والظهور هلى حساب الآخر ( مكايدات سياسية ) وبعد كل هذا وذاك حظيت بإستقبال جماهيري مهيب ، الجميل في ذلك أن الفترة التي عشناها قبل وصولها كانت هي الأجمل بالنسبة لأناس يبحثون عن بصيص من الأمل ، في ظروف قاسية تقطعت بهم سبل الحياة من كل النواحي الخدمية ، فكلما جد جديد كلما استبشرنا خيرا وازددنا أملا ومنّينا أنفسنا بقادم أجمل ، لحظات كانت هي الأجمل بالنسبة لنا ، كبار السلطة يتنافسون فيما بينهم لأخذ الشهرة ، وعمال المحطة يُسبّقون بتصريحات إستباقية بأنها ليست كافية ، والمواطن غارق في حُلمه يعيش على أمل بكرة ، انقضت الأيام ودخلت تلك المنظومة حيّز التنفيذ ، حلّت بنا عاصفة الذهول ، والحيرة مما يدور ، تبخرت تلك الأحلام ، واستُبدلت بكوابيس الظلام ، وعادت حليمة لفعلتها المشينة ، المسؤول لا حس ولا خبر في سبات وسكينة ، والمواطن لا حول له ولا قوة الله يعينه ، مرت علينا أيام وليالي شهر رمضان المبارك ولكن لا حياة لمن تنادي ، ماذا عسانا أن نتعشم فيهم ؟ فعلى الدنيا السلام ! هذا التسيب والإهمال واللامبالاة من صنيع من ؟ ولماذا السكوت عنه ؟ من المسؤول عن كل هذا ؟ هذا يدل على أن الفساد مستشري من أسفل الهرم إلى أعلاه ، وإلا فلماذا السكوت إذاً ، ساستنا الأجلاء برزوا إعلاميا فقط وعلى الواقع هم بعيدون أشد البعد ، الصغار هم مرآة الكبار ، لن يطول صبر الجياع وستكون العاقبة وخيمة ، فهلّا أدركنا ذلك قبل فوات الأوان .