حين نفكر بعمق لنعرف ما هو سبب المشاكل والحروب والفتن في كل الدول العربية سنجد انهم أمرين اثنين وكلاهما معنويّ او فكريّ المنشأ؟؟؟؟. قبل ان اذكر ما هما الامرين دعونا نتخيل معا لو اننا اخذنا مجموعة من البشر 20 شخص مثلا وعملنا مسحا لكل المعتقدات والمفاهيم من عقولهم وأعطيناهم كتاب وقلنا لهم فيه: احسن الظن بأخيك، تعامل معه باحترام ورقي، قل للناس حُسنا، اعفوا واصفحوا، لا يغتب بعضكم بعضا، لا يسخر احدكم من الاخر، عليكم انفسكم، ليس عليك هداهم، ما عليك من هدايتهم من شيء، لستم مطالبين بالحكم على احد، تخيل كيف سيعيش هؤلاء القوم وكيف سينعمون ويتمتعون في حياتهم، ستوافقني على عظيم العيشة التي سيعيشوهنا أولئك الفتية ذوي العقول النظيفة والنوايا الحسنة والفطرة السليمة. هناك سببين من اوصلونا الى ما نحن فيه: فالأول عبارة عن سبب ومنشئ للسبب الثاني اما الاول: فتزكية النفس والادعاء بالعصمة وسلامة المنهج وأن كل فرقة هي صاحبة الحق والرأي السديد والنهج القويم والصراط المستقيم. كل هذا ادى الى ظهور السبب الثاني وهو: الحكم على الناس وتصنيفهم فهذا فاسق وهذا ضال وهذا كذاب وذاك منافق وآخر نصاب محتال الى غير ذاك من المسميات التي ما انزل الله بها من سلطان. فعندما تتفشى مثل هذه الافكار وتغمر المجتمعات ويتربى عليها اجيال عندها، سينشئ التعصب للفئة والطائفة بالادعاء انهم اصحاب الحق والطريق الامثل والأوحد ونسوا او تناسوا قول الحق( فلا تُزكوا انفسكم هو أعلم بمن اتقى ). يتتابع العصيان للأوامر الإلهية وذلك لما كثرت الغيبة والنميمة والسخرية والاستهزاء والحكم على الخلق المنهي عنه بصريح القرآن!!!!! بحجة أنه لا نميمة في فاسق (مقولة ما انزل الله بها من سلطان ) والنهي عن المنكر والتحذير .... الخ. اتخذوها ذلك دليلا على مخالفاتهم فمن خطورة هذه المقولة ( لا نميمة في فاسق) انها تبيح لكل واحد ان يفسق ويحكم على غيره عندما يره مخالف له فيما يعتقد ، فإذا اختلفت معك فأنت فاسق وهو كذلك فيخرب المجتمع وتتفرق الامة وتنشى الكراهية والضغينة والبقضاء وتحل المشاكل حتى يصل الحال بيننا من الخلاف الى أن يكفر بعضنا بعضا. فعندما يصل الحال بنا الى هكذا حال عندها لا تسل ماذا سيحدث!!!!!! سيحل كل انواع البلاء والمصائب نتاج ما كذبنا وخالفنا ستفسد الامة ويتغير حالها وستصبح في منحدرات سحيقة. ومع كل هذا نكابر ونستمر ولا نعترف بأن ما يحصل لنا هو مما عملنا وكسبت أيدينا وبظلمنا لأنفسنا، عقول ظل حاملها لما كذبوا. فماذا لو تناسينا كل ما توارثناه من مجتمعاتنا من اشياء سلبية وفرمتنا عقولنا وعملنا بتلك الاوامر التي ذكرنا في قصة العشرون شخص، انا متأكد انه ستفجر الخيرات من فوقنا ومن تحتنا وسيعم الامن والرخاء والحب والسلام. اننا بحاجة إلى عقل شباب واعي يزرع الحب مكان البغض، والسلام بدل الحرب.