إن البرود السياسي لا يستخدمه الا من يؤمن بأن لديه نفساً أطول ، حتى لا يكون هو اول من يتاثر بالأنخناق فيصبح العنوان والقصة بدلاً من أن يكتبها ، ولكي يكون لديه النفس الأطول يجيب عليه أن يأخذ كل الأسباب التي قد تؤدي بحياته وحياة المنصب والمكانة الذي هو فيها. واليوم وقد عصفت بنا اكثر من عاصفة كلها تدعي الحزم غير أن ارض الواقع لم نشاهد عليه الا البرود السياسي الذي يكاد أن يخنقنا فلا نكاد أن نتنفس الا من ثقب ابرة. فالحرب الباردة قد لا تحدث دماراً كالحروب العالمية وقد لا تُشاهدها الا على قنوات الإعلام فقط ، لانها تقتل الحرث والنسل ولا تدع لذلك دليلاً أو برهان. كما يبدو كل من يُسيرها بأنهُ من يريد نهايتها وزوالها والعكس في هذا صحيح ، إن من يدعون اليوم الأسف على مايجري من خراب ودمار وانتهاكات الخ... هم في الاصل من يُأججونها ولا يردون مخرجاً لها لانهم وجدوا مصالحهم الخاصة والسياسية في اطالتها ولانهم يملكون اطول نفساً عليها ، لذلك نجدهم في الإعلام هم من يعطي ويُمول ويطرح الحلول ، فهم يضحون بنص ما يملكون لكي يملكون كل من يعطون قلباً وروح حتى يسلوبهم حقوقهم وهم في قفلة ساهون. ايها السادة لا تغتروا بكل من حولكم ولا تنظروا إلى الأمور من زاوية واحدة ولا تدعوا مثل هذه السياسة الباردة تعمي ابصاركم ، إن من اعطاكم اليوم قادراً على سلبكم ، وإن من يُدافع عن ارضكم بدماء اولادكم لايريد أن يقدم لكم الا ما انتم الان فيه ، فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور.