أولئك يطوفون بعددهم القليل جوار مكةالمكرمة وهؤلاء يقفون أفواجا جوار بنك الكريمي. كلاهما يؤدي طقوس مشاعره بالطريقة التي تليق برضا الرحمن عنهم. فالمعلمين في تعز يبحثون عن رضا الله من خلال أطفالهم الصغار وفرحة العيد المسروقة من ملامحهم من كسوة لم تصل وملابس محجوزة لدى الخياط حتى يستكمل الثمن وأضحية عيد لم تأت فلا راتب ولا معاش. نكتب عن حال المدرس ونحن نشعر بالخجل الشديد فالأيام التي قضوها في تعليمنا الكتابة والقراءة، عدنا لنكتب عنهم ولأجلهم وهم من عليهم دور القراءة كان دورهم ببشاشة وسعادة كمعلمين، وأما الآن فغصة تعترج في حناجرهم وهم يقرأون الحروف التي تحكي مواجعهم. لا أدري أين تذهب المسؤولية وكيف يذبل الشعور بها أمام أوجاع المعلم..؟! هذا المعلم الذي لم يبق له في هذا الوطن سوى ماء وجهه الجامد، فاحفظوا له ماء وجهه ولا تجعلوه يقف أمام البنوك ينتظر راتبه. هل يدرك الجميع ما هو الأمر المضحك المبكي؟؟!! أن الموظف أصبح ينتظر ظهور مكتب التصريح والبشارة أن راتبه سيصرف له. هنا الحماقة أن الموظف ينتظر بشارة صرف راتبه..!! راتبه المستحق المكفول بالقانون. أما عند المشاط أو الشماط فهذا حدث ولا حرج قال أيش؟؟؟ رفض طلب الأممالمتحدة بعدم صرف نصف راتب، وسيقوم بصرف نصف راتب. اعطوا رواتب المعلمين واعتبروها سلفة عندهم فأغلبهم لايملك أضحية وأكثرهم ما زالوا قيد انتظار رسم البسمة على ملامح أبناءهم بكسوة العيد. أين_الراتب؟؟