مما لاشك فيه أن للعيد في الريف نكهة خاصة ومذاقاٌ مختلفاً وطعماٌ آخر ومما يزيده جمالا وروعة وبهاء وحسناٌ ...جمال الطبيعة الخلاب في مواسم الأمطار . وهذا العيد يأتي وقد توشحت الأرض بخمارها الأخضر الفتان واكتست جبالها وسهولها ووديانها وقيعانها بثوب غشيب وحلة زاهية لكأنما هي غانية جميلة ترفل في ثياب الحسن والجمال والزينة تتثنى يمنة ويسرة وتتمايل تمايل الراقصة الحسناء بجسمها الانيق فتسحر القلوب والألباب .. مع الصباح الباكر خرجت أتأمل الطبيعة وقد أخذت الشمس ترسل خيوطها الذهبية الجميلة الساحرة فإذا بكل شيء فيها وقد دبت فيه الحياة من جديد .. الورد من حولك يتفتق بأزهى الألوان والطير يصطح بأجمل الألحان ونسيم الفجر يداعب الغصن الرطيب مداعبة الصبيان ..فينفذ الهواء العذب لا إلى القلوب فحسب وإنما إلى عواطفها ومشاعرها وأحاسيسها ..فتشرق النفس كأشراقة الصباح البسام وتتفتح أسارير الوجه لترسم لوحة فنية بديعة جميلة كأنما هي روضة زانت بكل ألوان الازهار . تلك المناظر البديعة الجميلة الخلابة تضفي على الروح حالة من الصفاء والنقاء والراحة والسرور والسعادة تعجز الكلمات عن التعبير عنه ووصفه والبوح بأسراره . فما أعجب سر الطبيعة الخلاب إنها جنة الله في الارض ( صنع الله الذي اتقن كل شيء .إنه خبير بما تفعلون ). ومما يزيد جمال العيد جمالا طقوس العيد في الريف والمتمثلة في الزيارات الاسرية وجمع الأهل ولقاء الأحبة وقضاء أوقات ممتعة مع الأقارب والأصحاب وشهود أضاحي العيد وهي تذبح تقربا لله سبحانه وتعالى وزيارة مرابع الصبأ وأماكن اللهو ومراتع الطفولة . فيا لجمال العيد في الريف . أيام غاية في الروعة والجمال والسعادة قضيتها في قريتي الحالمة قرية كبران المتربعة على أعالي وادي كبران كأنما هي ملك وقد اعتلى كرسي العرش وتوشح بتاج الملك وامتشق سيف العز ... كيف لا وهي حاضنة الأدب والفن والشعر والفكر والعلم والسياسة. لك ياقريتي الرائعة مني أجمل التحايا والتبريكات بهذه المناسبة العظيمة ولكم احبتي جميعا أسمى معاني الحب والود والوفاء والصدق والإخاء وكل عام وانتم بخير