الثورة لم تكن لحزب ضد حزب ، بل كانت ثورة لاقتلاع الفساد والمفسدين. جاءت لتنقي الأحزاب وتظهر الجرذان للواقع .. عندما تنجح الثورة لا يبقى أمام أعدائها فرصة التسلل لداخلها، لتضرب بعضها بعضا بنفس وسائلها وشعاراتها وتشعل نار الفتنة وتبث السموم . المنافقون المتواجدون في كل زمان ومكان غرضهم زعزعة الصف وتمزيق الوحدة واتباع سياسة (إن لم تكن معي فأنت ضدي) . ويبقى القلم سلاح للأقوياء إذا حُدد مساره، وحَسُنَ واستخدامه، وهناك من يبيع ضميره بحفنة من المال ليتقرب لأحدهم فيستغل قلمه للتشهير والتطبيل والتظليل، ويرفع أشخاصا لم يكونوا شيئا يذكر، ويقع في مستنقع الذل للطغاة. ولذلك هذه الأقلام المأجورة دائما تأفل وتتراجع وتجر أذيال الهزيمة .. كانت بعض الأقلام تظن أن تعز لقمة سائغة؛ فانبرت تبث سمومها وتنشر الشائعات الكاذبة بين أبناء المدينة لكنها سرعان ما تهاوت للسقوط . ومن جهة أخرى نرى أقلاما ينحني لها الجبين تعظيما؛ لأنها باختصار لا يهمها سوى نقل الحقيقة وخدمة الأمة والوطن ، ونصرة المظلوم. فعندما يوجد القلم الثائر الحر يوجد العقل الحكيم المتزن الذي يرفض العبودية وينطق بالحرية ويقاوم بكل ما يملك للوصول للهدف والحرية المنشودة .. القلم أمانة.. يقول أحدهم (لا شيء أسوأ من خيانة القلم، فالرصاص الغادر يقتل أفرادا بينما القلم الخائن يقتل أمما) .. رسالة أخيرة .. لكل إعلامي وكاتب ووطني حر شريف: اجعل قلمك ينطق بما هو صحيح لخدمة وطنك ودينك ، فصاحب القلم الشريف سيُسَطر في ذاكرة التاريخ فالموت بعز أهون من الموت بالذل والعبودية .. أما أصحاب الأقلام المأجورة فأقول لهم : لا تكن كالبهيمة تقاد كما يُملى عليك لأن مصيرك سيكون مزبلة التاريخ ولعنة الأمة، ولا أسف عليك .