الاختلاف الصحي هو الاختلاف الآمن الشفاف الحضاري القابل للمعالجة والحل ويبقى الاختلاف آمنا مالم يصل الى واحد من ثلاثة امور الاتهام الصريح بالخيانة المتبادلة وحمل السلاح و التحالف مع قوى معادية داخلية او خارجية.
والاختلاف الصحي هو البناء العائد بالنفع والفائدة على الفرد والمجتمع ويشترط توفر الديمقراطية وحرية الرأي والتعبير وعدم استخدام السلاح لضمان وصولة الى بر الامان ويحدث الاختلاف داخل اطر متعددة منها الاسرة الواحدة او القبيلة او بين شعوب واعراق وطوائف ومذاهب وهويات مختلفة في اطار حدود جغرافية واحدة ويأتي في صورتين اولهما عدم اتفاق الطرفين على الهدف الاستراتيجي الرئيسي في اطار حدود الدائرة الواحدة نتيجة اسباب حالت دون استمرار التعايش الآمن فيما بين الطرفين داخل اطار الدائرة وهنا تتم عملية الفصل في شراكة ما ويذهب كل طرف في سبيل حالة مع بقاء وشائج واوصر الاخوة والمصالح المشتركة بين الطرفين ولاتفسد علاقات الود بانقسام الدائرة ، الصورة الثانية الاتفاق على الهدف الاستراتيجي داخل اطار الدائرة الواحدة والاختلاف في الطرق والوسائل المؤدية الى تحقيقه ففي الحالتين وفي ضل وجود ديمقراطية وحرية رأي وعدم استخدام السلاح حسب ما ذكرنا آنفا يتم الاتفاق في الصورة الاولى او الثانية تلقائيا على رؤية تلبي طموحات جميع الاطراف دون انتقاص او ظلم مع ترفع الخصوم عن لغة العنف واللجوء الى فن الحوار والقبول بالنقاش ويطرح الخصوم دعواهم و قضاياهم وما فاضت به صدورهم وصدور موكليهم بصدق الدليل على الطاولة دون مغالاة او خداع او كذب وتضليل.
وتتم دراستها وتحليلها وطرق معالجتها والخروج بحلول تتماشى مع الهدف الاستراتيجي الاساسي المتفق علية مسبقا في الصورة الاولى او الثانية مع تجنب تكرار الوقوع في الاخطاء مستقبلا من خلال وضع دستور او وثيقة فصل مدعمة بالضمانات والإجراءات الجزائية والغرامات على حسب مقتضيات الهدف الاستراتيجي في التوافق او الانفصال ولايمكن التنبؤ بكيفية وشكل الهدف الاستراتيجي مطلقا قبل الانتهاء من معالجة جميع القضايا المطروحة وما سوأ ذلك يندرج ضمن ظواهر الاختلاف الغير صحي العبثي الغير قابل للحل نتيجة سببان اولهما وصول الخلاف الى واحد من الثلاثة الامور المذكورة اعله الاتهام الصريح بالخيانة المتبادلة وحمل السلاح و التحالف مع قوى معادية داخلية او خارجية.
وفي هذه الحالة غالبا ما يتم الحسم العسكري ولاتسمع غير اصوات المدافع وازيز الطائرات وقد يستدعي الامر تدخل اممي لفض النزاع بقوة السلاح واخضاع البلد لوصاية دولية او اقليمية مؤقتة ثانيا بسبب تمتع احد الاطراف بالكذب والنفاق والمراوغة او التحجر الفكري مثل قول فرعون حسب ما ذكرت الآية الكريمة لا اريكم إلا ما ارى ولا اهديكم إلا سبيل الرشاد ، مما يقطع الطريق امام جميع المساعي لذا فهي ظاهرة اختلاف غير صحي نابع من نفس مريضة تعاني امراض نفسية سلوكية كجنون العظمة والسادية وهو نوع من التسلط مع الادعاء بالمحبة وغيرها ما تؤدي في نهاية المطاف الى حدوث انتكاسة واستنزاف وعواقب وخيمة على الفرد والمجتمع ولايمكن زوال هكذا وضع إلا بزول صاحبة مثل ما حدث لفرعون ، تجدر الاشارة الى ان ظواهر الاختلاف الغير صحي تنمو وتستوطن غالبا في دول العالم الثالث او ما يسمى بالدول النامية تحديدا الدول العربية نتيجة الهيمنة والتفرد بأمرين هما تسخير وسائل الاعلام لتمجيد وتقديس الحاكم وإيصاله الى درجة الالوهية ثانيا الهيمنة المطلقة على الجانب العسكري والامني وتسخيرها لحماية كرسي الحكم ما يفضي الى اصابة الحاكم بأمراض يصعب التعامل معها مستقبلا ،