على حساب المحتاجين والفقراء والمساكين يأكل من سمح له ضميره بالعبث على خواطرهم المنكسرة ، امتلئت بطونهم بالسحت والدجل والنفاق وتجرعت قلوبهم حب الجشع فلم تقتنع بالقليل ، حتى بذلوا الغالي والنفيس مقابل أن تبقى تجارتهم البشعة على ارواح الغلابة الذين لا حول لهم ولاقوة. لم يعد الطب مصدر الرحمة كما عهدناه سابقاً فقد رحلت من قلوب اطبائنا الملاك التي كانت تشع نوراً من وجوههم فلم تعد ملائكة رحمة في مستشفياتنا ولا عياداتنا ولا صيدلياتنا ، لم يعد إلا ذلك اللباس الابيض على اكتافهم وشعار الصيادلة فوق صيدلياتهم ، فقط قماش وشعار لا غير اما روح الضمير الانساني قبل الطبي لم يعد حاضر بل قد وافته المنية ورحل برحيل الانسانية في اجوافهم فإن لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله. لم تعد إلا هياكل جوفها قلوب مليئة بالجشع والطمع ، همها الوحيد كيف أكسب وأربح حتى ولو على حساب الف ضعيف ، تجردوا من الحياء ولم يمنع الواحد منهم ماء وجهه من أن يتاجر بالطب امام الجميع دون أن يردّهُ حياء او عيب. فالطبيب في عيادته حتى يراه المحتاج إليه لابد أن يدفع مقابل رؤيته ومن ثم يأتي دور المنافقين من حوله فيجبر المريض أن يأخذ الفحص حتى وإن كان لا يحتاج إلى فحص ، لكي يستفيد المخبري وتكون له نسبة من الفحص ايضاً ، ثم تأتي ورقة الفحص ويأتي دور الصيدلي ليأخذ حقه فيقسم على المريض أن لا يأخذ الدواء إلا من الصيدلية التي تتبع فلان ، ولا يقتصر على كتابة صنف او صنفين في الوصفة العلاجية ، بل يملئها اصناف حتى تتضاعف له النسبة هناك ، وهكذا مريض يتلوه مريض حتى تمتلئ جيوبهم من السحت والنفاق. اما عن الصيادلة حدث ولا حرج ، اقلهم جشع من ينتظر الوصفات من الاطباء حتى تكون لهم النُسب كما ذكرنا سابقاً ، اما عن الاكثر جشع فتجدهم اطباء صيادلة يعالجون في الصيدليات كعيادات طبية لهم ، بل وصِل بهم الجشع أن يعالجون في الشوارع والسيارات خارج صيدلياتهم ، وليت العلاج كأي علاج وليتهم يعالجون مثل ما تعلموه في الجامعات والمعاهد وغيرها ، تجدهم بستخدمون خلط الادوية الممنوع خلطها وبكل انوعها ، المضادت الحيوية لم تعد تجدي نفعاً لان امثال هؤلاء الصيادلة قد نثروها نثراً في دماء اطفالنا ، والابشع من ذلك أنهم يعلمون أن الناس لا تستكمل الجرعة كاملاً ، لذلك تجد المضادت الحيوية غير قابلة لنفع والفائدة. يأتي دور التمريض او المتمثلين بالتمريض لا يفهمون إلا لغة السرقة والخداع ، ممرضين يسرقون ادوات وادوية المستشفيات لبيعها لصيادلة والاطباء ، تجدهم يعملون ويأخذ المال مقابل عملهم مع أن في مستشفيات حكومية ووظائف بمرتباتهم الشهرية لم تكفهم ، فيشحذون المرضئ اموالهم وهم بأمس الحاجة لها. ختاماً نقول سيلحق الاذاء بالجميع إن لم يتدارك الامر ممن يعنيه الأمر وإيقاف مثل هذه العصابات في باطنها وإن كانت في الظاهر محسوبة على الطب ، فترك هؤلاء يعبثون لمصالحهم الشخصية امر جلل قد يؤدي بحياة مجتمعات إلى مالا يحمد عقباه ، ترك هؤلاء المهندسون والبناشرة يهندسون ويبنشرون قلوب وارواح البشر يعد احد اكبر جرائم العصر. إلى اولياء الامور من تهمهم سلامة اولادهم ، لاتذهبوا باولادكم إلى هؤلاء ولا تعرضوا حياتكم وحياتهم إلى المخاطر فهؤلاء مهندسون وبناشرة لا اطباء ودكاترة.