كثير من هولاء وللاسف الشديد تجدهم يحملون مؤهلات عالية لا تتوافق مع المناصب التي يشغلونها ولا التخصصات التي تعلموها وهنا يحدث الفشل والخلل الاداري في المرفق الذي يحط فيها هولاء المتسلقون أو يعين فيها هولاء الفاشلون ويتم هذا من خلال كروت الوساطة العفنة اي صلة القرابة او عبر اسلوب المناطقية المتزمته والفئوية والمحسوبيات التي أصابت هذا الوطن الجنوب منذو ليلة الاستقلال وحتى اللحظة وكل هذه العوامل انفة الذكر أدت بهذا البلد الحر والابي الى مزبلة التأريخ ومستنقعات صنعاء أن هذا التصرف الارعن كان السبب والذي ادى الى ركود وفقدان توازن الأجهزة الإدارية مما عرقل مسيرة الاداء وعمق هوة الفساد وتوسعت مساحة ضياع الإدارة وتتوقفت برامج التنمية والبناء خاصة عندما يكون مسئول غير مؤهل يركب على مرفق حيوي مرتبط برسم سياسة الإشراف على المشاريع التنموية في الوطن ومراقبة سيرها عن كثب وعن فرب وبالطرق العلمية والدرسات الواقعية وفقا لما هو متبع في مرافق الدولة وسياستها المعدة مسبقا من خلال جدوى اقتصادية واعتماداتها المالية .. فمثلا ماهو دور دوائر الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة وهذا جهاز هام في سياق المراقبة والمحاسبة والحفاظ على المال العام وحمايته من النهب والسلب والسرقة ومحاسبة من يتجاوزون أو يخالفون أسس وقواعد القانون والخطوط الحمراء لكن تجده انه استقطب عن طريق الضغوط السياسية التي أفقدته أهمية وسلطته وسيطرة رأس السلطة عليه وحتى تقاريره التي يرفعها لا تلقى اي اهتمام من قبل المتنفذين . وهناك وزارة المالية ايضا والمعنية بمراجعة كل الموارد وتضع بنود الميزانيات للمرافق الحكومية والاتصال بالبنك المركزي الذي بدورة يشرف على تجميع الإيرادات للدولة ومتابعة وتغطية مصروفاتها وكذا الاحتياط العام من النقد الأجنبي والعملة المحلية والاشراف على تسوق منتوجات البلد وثرواته طبعا كثير من الدول عملت على تنشيط هذه الأجهزة الرقابية وحملتها مسئوليات كبيرة وسلطات واسعة ومنحتها الثقة الحفيقية كي تكشف التلاعب والاحتيال وتظهر المستور لا ادوات الفساد هذا اذا وضع الرجل المناسب في المكان المناسب أما إذا تمت الهيمنة لقوى الفساد على هذه المصادر الحيوية نشهد حالة كالتي نعاني منها اليوم رخوة النظام وانعدام فاعلية القانون وارتفاع أسعار المواد وهبوط العملة المحلية إلى ادنئ مستوى أمام العملات الصعبة وهنا يصبح راتب الموظف لايغطي مصاريف أسرة لا اسبوع واحد فقط مع تكاثر الأزمات الأخرى مثل لا تعليم لا كهرباء لا نظافة لا صحة وكل هذا يتم في غياب الدولة والقانون والنظام والجنوب اليوم بحاجة إلى تسويات شاملة وكاملة لكل خلافات مكوناته السياسية والقبلية والثقافية والاجتماعية وكل فئات المجتمع الجنوبي كي يحافظوا على ما تبقى من بنية تحتية والعمل على إيجاد حالة تغيير واسعة تشمل كل مرافق الحكم خاصة في المحافظات الجنوبية المحررة ووضع الرجل المناسب في محله المناسب ..