بعيدا عن النقد والوقوف عند الأخطاء ، فأنه يحسب لسلطة صنعاء قدرا لا بأس به من الإيجابيه باعطاء هامش للرأي لاسيما للمحايدين والأكثر تعقلا واتزانا بنقدهم، ولمحاولات وجهود السعي بالصلح والسلام الوطني من منظمات المجتمع المدني،والشخصيات الوطنية، لاسيما تلك التي أنتهجت مؤخرا او عرف عنه من قبل عدم الولاء الكامل والتخندق مع طرف بعينه وأبتعدت بأدئها عن التوظيف السياسي. وبالتالي فرغم حالة الانهيار العامة التي تعيشها البلد فأنه يلاحظ بأن المنظمات المدنية بصنعاء تعكس في مجملها -أو جوانب محددة منها'حالة من التقدم والأدئ النوعي، ولعل هذا بسسب إنتهاء واقتلاع المنظمات السابقة -بطريقة او بأخرى-، لاسيما تلك التي كانت قد أحكمت قبضتها وسيطرتها على المجتمع المدني بطريقة أعاقت أي تطورات وسممت أي فرصة لخلق نجاحات حقيقية. هكذا مثلت نهايتها اومهاجرتها حالة ايجابية خلقت فاعلين جدد على الساحة وأبرزت أصوات أخرى لربما هي أكثر إيجابية وفاعلية. منارات العلفي، ومركز (د) العودي، وماخلق عنهما من عمل مؤسسي يواكب القضية الوطنية ويبحث عن أفق للسلام ويضم لفيف من الأكاديميين والناشطين كمستقلين ومن مختلف التوجهات (اتحاد المنظمات المدنيه......) الدكتور حمود العودي غني عن التعريف ولن يستطيع أحد أن يقول في إنصافه والإشاده بنضالاته أكثر مما قاله الاستاذ عبدالباري طاهر. أما المهندس عبدالرحمن العلفي، فقد عرفت كثيرا من الأصدقاء تفاجئوا جدا بمعرفة شخصية وطنية بهذه القدرات المميزة حد الإندهاش الكبير، آخرهم كاتب كبير قبل أسبوع. حين أسس مركز منارات أسسه من الصفر، ورغم حرصه على البنية المؤسسية للمركز والعلاقات المرنة مع الجميع، فقد ظل المركز في حقيقته يمثل توجه شخصي أكثر من أي شيء آخر. عمل الاستاذ عبدالرحمن العلفي، في أشد الأوقات محنة بمحاولات التشبث بأي علاقة مع هذا وذاك، صراع لأجل البقاء، ولكنه ما استطاع أن يخلق البقاء على حساب السياسة، وإنما كان البقاء على حساب مكتسباته الشخصية، إذا باع أرض ورثها عن أبوه. مسيرة نضال يسطرها الاستاذ عبدالرحمن العلفي، ومعه رفيقه الدكتور حمود العودي، كعلاقة نضال وصداقة فريدة ومتميزة، فكما ضاقت بهما الأرض تمسكا بالأمل والصبر والحكمة. مايميز الرفيقين المناضلين(العودي والعلفي) التي جمعتهما رفقة هموم وطنية وسياسية: أنهما شخصيات عتيدة وعنيدة واجهوا كل الإحباط بمزيدا من الأمل، فلم يرفعوا راية الإستسلام بل قاتلوا بشجاعة كمحاربين أشداء، لايتوقفوا عن اقتحام كل المخاطر وعن مغامرات جريئة لأجل آمال وأحلام تساهم في تضميد جراح الوطن وتحل أو تخفف بعضا من مآسيه. وبالتالي فهما يصولوا ويجولوا بين صنعاء وعدن حاملين هموم وكرب شعب وأحلام وآمال لإنفراجات عقد متأزمة بين المتحاربين. وهذه محاولات ينبغي الإشادة بها بحد ذاتها بعيدا عن نتائجها في ظل بيئة سياسية تزداد تعقيدا، فأنه كذلك ليس أمنامنا إلا بذل مزيدا من المحاولات والتمسك بكل بصيص أمل. وأهم هذه الملفات والقضايا التي يعملوا عليها بهذه الجولة هي: فتح الطرقات تحديدا طريق الضالع وهذا موضوع إنساني خالص فقد أصبح السفر من صنعاء مايقارب 20 ساعة بعد أن كان 8 ساعات ويجد المرضى معاناه صعبة في السفر، وصرفوا مرتبات الموظفين ومعاشات المتقاعدين وهذه معاناة الشعب والموظفين الذين خسروا قوت أطفالهم وتغيرت حياتهم بانتظار أمل يحل هذا الكرب.