إذا امعن الشخص قراءته في صفحات أمهات كتب التاريخ الإسلامي يجد في ثناياها كيف كانت الشعوب والأمم تتعايش , وكلاً على دينه ومقدساته ، ففي يثرب وسميت بالمدينة المنورة فيما بعد، فيها عاش محمد رسول الله عليه الصلاة والسلام وبعض شعوب أهل الكتب من ( يهود - ونصارى – ومشركي العرب ) فستنبطنا من خلال هذه الكتب ، أن الإسلام يأمروا بالتعايش بين هذه الأمم . فلماذا يأمر الإسلام الحنيف الأفراد والجماعات وأحزاب ودول وشعوب بالتعايش؟ والجواب .. وإن كنت من غير أهل الاختصاص ؛ لكن من خلال استقصائي لما قرأته , لأن الله شاءت إرادته أن تكون سنة التنوع من السنن الثابتة ،ولهذا قال الله في كتاب الكريم (ولوشاءالله لجعل الناس امة واحدة ولا يزالون مختلفين) فق دأراد الله تعالى أن يتعدد ويتنوع عالم الأشخاص وعالم الأفكار وعالم الأشياء، أي(عالم الماديات والمعنويات)، وأن يتعايش الناس في سلام، ومن هنا أصبح التعايش بمثابة ضرورة حياتية لا يستغني عنها الناس. . عزيزي القارئ الكريم : إن تعاليم الاسلام تحرم العدوان والظلم والاستبداد والانانية والتفرد، والتكبر، وانتهاك الحرمات، والعنصرية والسلالية أي اكان مصدرها ،لأن هذه الصفات تؤدى الى الصراع، ولهذ اتعاليم الإسلام تحرم الصراع وأحلت محله سنة التدافع التى هي التنافس على تقديم الأفضل، وهي حراك يرسخ التوازن والعدل مع بقاء سنة التعددية والتعايش والحوا روالتفاعل بين مختلف الفرقاء فلابد من نشر ثقافة التسامح و التعايش بين افراد الشعب حتى تتسنى فكرة الدفع بالمصالحة فقبل اي عملية لابد من التسامح والتعافي ، و كما نلاحظ اليوم في وطننا الجريح الذي وصل به الحال إلى طريق مسدود . فبعد ست سنوات من الحرب بدا واضحا أن لا حل عسكري للمشكلة اليمنية وأن الحل التسوية و المصالحة والتعايش بين الجميع هو المخرج حتى لو أدى ذلك لتنازلات كبيرة من هذا الطرف أو ذاك. أما إذا تمسك كل طرف برؤيته للحل فمعنى هذا المزيد من الدمار والمعاناة التي يعانيها الشعب اليمني. عزيزي القارئ : فقد أصبحت بلادنا بلا سيادة وبلا كرامة ، ومن الغريب جدا ما قاله الرئيس الصومالي في احدى خطاباته (مانشتيش نكون مثل اليمن) عندما كان يدعو شعب الصومال الى التعايش والى التعاون والمصلحة الوطنية .. الخ.. فعبارة الرئيس الصومالي فيها من الإرشادات والتعليمات للفرقاء في اليمن . إذن.. المصالحة والتعايش طريقة حضارية وخيار العقلاء من أبناء الشعوب, والذين سلكوا مسلك التعايش اخرجوا شعوبهم الى طريق الأمان ونجحوا في ردع الصراعات والحروب.. ( فهل نكون مثل هذه الشعوب المتعايشة ) .